الفساد في طريق جدة حتى ان القوافل العائدة بعد الحج كانت لا تجرأ على السفر حتى يصحبها عسكر من مكة ليقوم بحراستها.
والمسؤول في رأيي عن اكثر هذه الوقائع هي السلطنة التركية التي كانت لا تختار لعمليات العزل الا ايام الحج فتترك الحجاج يقاسون من اهوال الفتن ما يقاسون وتتعرض اموالهم وامتعتهم لنهب اللصوص الذين يغتنمون هذه الفرص ليشبعوا رغبتهم في السلب أو يسدوا عوزهم وحرمانهم.
وقبض في هذه الفتنة على وزير الشريف سعد واسمه عثمان حميدان وكان قد اختبأ في بستان في المعابدة يسمى باسمه وقد ظل مأسورا في المعسكر ينتظر القتل ثم استطاع الهرب وفي هربه تخطى سور المعلاة ثم انحدر الى قبور ابن سليمان «السليمانية» (١) وتوجه الى الفلق ثم ذهب ملتجئا بالامير الجديد فحماه من صنجق العسكر لان خصومة الوزير كانت شخصية لا تعنى الامير بقدر ما تعني (صنجق) العسكر (٢).
عودة سعد للمرة الثالثة : وظل الشريف عبد الله بن هاشم على امره عدة شهور ثم وافته الاخبار في غرة ربيع الثاني سنة ١١٠٦ أن الشريف سعدا احتل الليث وانه في طريقه الى مكة بجيش كثيف فاستنصر عبد الله بصنجق جدة واستنفر الاهالي في مكة فوافاه عسكر جدة لمساعدته وأبى الاهلون القتال حتى استصدروا من مفتي مكة الشيخ عبد الله عتاقي فتوى بجواز الدفاع ضد المعتدين.
ونظم صنجق جدة الدفاع فرتب الجند في داخل مكة ونصب المدافع وتقدم الجيش المهاجم من جهة المعلاة وانتشرت عربانه في اعالي الجبال فقتلوا الموكلين
__________________
(١) بنسبة الى الشيخ محمد سليمان المغربى
(٢) خلاصة الكلام للسيد الدحلان ١٢٢