تغلق حوانيتها (١).
محسن بن الحسين : ودخلت عليه أخته زينب على أثر هزيمته وهو حزين يائس فقالت له لا محل للحزن ما دام الأمر لم يخرج عن بن أخيك فاقتنع برأيها وأرسل يطلب الصلح وأن يمهلوه في الخروج الى شهرين في مكة وأربعة أشهر في البادية فقبلوا وقد خرج بعد المهلة بعد أن طاف طواف الوداع في محفة لشدة مرضه كان ذلك في محرم عام ١٠٣٤ ثم كتبوا الى الباب العثماني بما جرى وطلبوا تأييد محسن فجاءت الموافقة بذلك.
وعاش ادريس بعيدا عن مكة نحو شهرين في مكان يسمى ياطب (٢) عند جبل شمر ثم توفي (٣) وكانت امارته في مكة ٢٢ سنة ولما وصل خبر وفاته الى مكة أمر الشريف محسن باعلان صلاة الغائب عليه في المسجد الحرام.
تعسف : وفي هذا العهد كانت خطبة عيد الفطر للامام زين العابدين الطبري وهو من الأئمة الشافعية وكان المتبع أن يعد الخطيب «سماطا» (٤) في بيته لاستقبال رواده بعد صلاة العيد مباشرة فلما تأهب لهذا في آخر يوم من رمضان وافى نبأ مستعجل من دار الخلافة بنقل الخطبة إلى أئمة الحنفية وهو المذهب الشائع في سائر بلاد الترك وقد اتصل النبأ بوالد زين العابدين فحاول المراجعة قبل أن يبلغ الخبر ابنه فلم ينجح وعندما عاد إلى داره مساء ذلك اليوم كان ابنه قد أعد لكل
__________________
(١) خلاصة الكلام للسيد أحمد زيني دحلان ٢٥.
(٢) من المياه المحيطة ببلدة حائل ، وهو من مياه طىء المشهورة (صحيح الأخبار لمحمد بن بليهد ج ٤ ص) ٢٤٨
(٣) عنوان المجد في تأريخ نجد ج ١ ص ٣٥ ط ٢.
(٤) السماط هو ما يبسط ليوضع عليه الطعام.