ومما أورده القاضي في حديثه عن حج قايتباي أن صاحب مكة محمد بن بركات ندب من يستقبله في الحوراء ـ وهي بالقرب من املج ينبع ـ (١) وأنه مد له فيها سماطا عربيا كان بين انواعه صنف من الحلوى اعجب به السلطان فسأل عن اسمه فقيل ان اسمه «كل وأشكر» (٢).
وفي هذا ما يدل على عنايتهم بالاسمطة وتصنيف انواعها في ذلك العهد وفي تسمية الحلوى «كل واشكر» ما يدل على لون خاص من العاطفة الدينية.
وبعد أن يذكر القطبي (٣) كيفية استقبال قايتباي واشتراك علماء مكة واعيانها في ذلك يقول انه عندما انتهى موكب السلطان الى باب السلام الخارجي تخطى عتبته بفرسه فجفل الفرس فسقطت عمامة السلطان عن رأسه وفي هذا يقول ابن فهد (٤) ان ذلك كان تأديبا من الله لانه يتعين على السلطان ان يترجل ويدخل محرما مكشوف الرأس. ثم قال وكان مدة اقامته كثير الصدقات وقد بذل من الاموال ما لم يسبقه اليه أحد.
امام الحرم وقايتباي
ومن طريف ما يروي من قصص حجه ان امام المسجد الحرام الشيخ محب الدين الطبري المكي لم يكن ضمن مستقبليه خارج مكة وقد وشى به بعض حساده عند قايتباي فأمر به فحضر فعاتبه في ذلك فقال اني استقبلتك في
__________________
(١) آثارها اليوم بطرف ام لج من الشمال ، ويبدو أن أم لج قامت على اندثار الحوراء ، ولعل الاسم كان لميناء الحوراء وقرية لصيقة بها. (ع)
(٢) الاعلام للقطبى على هامش خلاصة الكلام ١٥٦
(٣) الاعلام للقطبى على هامش خلاصة الكلام ١٥٨
(٤) اتحاف الورى لابن فهد «مخطوط»