في عهد الخلفاء الراشدين
في عهد أبي بكر : ذكرنا فيما تقدم أن النبي صلىاللهعليهوسلم ولى أمر مكة بعد الفتح عتابا بن أسيد ، وعتاب بن أسيد من أفاضل بني أمية ينتهي نسبه إلى قصي بن كلاب القرشي وقد ظل في امارته مدة حياة النبي مثالا للسيرة الحميدة التي اوصاه النبي بها في قوله «أتدري على من وليتك يا عتاب؟ على جيران بيت الله فاستوص بهم خيرا».
ولما ولى الخلافة أبو بكر رضياللهعنه أقر عتابا في امارته فظل بها طيلة عهد أبي بكر وذكر بعض المؤرخين أنه توفي في اليوم الذي توفي فيه أبو بكر وذكر غيرهم أنه توفي يوم وافى نعيه مكة.
في عهد عمر : وتولى أمر مكة في أول خلافة عمر بن الخطاب المحرز ابن حارثة من بني عبد شمس القرشي ثم وليها قنفذ بن عمر بن جدعان ثم نافع بن عبد الحارث الخزاعي ثم أحمد بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة المخزومي ثم طارق بن المرتفع (١) ثم الحارث بن عبد المطلب من بني هاشم (٢).
وأنت ترى أن عدتهم تلفت النظر ولكنك وأنت تعلم سياسة عمر نحو ولاته وشدته في مراقبتهم تستطيع تعليل هذه الظاهرة فقد كان عمر لا يرضيه من ولاته إلا القليل النادر لهذا كان كثير العزل فيهم كما ذكروا أنه سن لهم في عهده نظام المقاسمة فكان يحصى أموال عامله قبل توليته فإذا ما انتهت ولايته أحصى ثروته من جديد وصادر ما زاد فيها أو بعضها وردها إلى بيت المال إلا إذا
__________________
(١) ذكره ابن حجر في الاصابة باسم طارق ابن المريفع ، بالياء المثناه تحت
(٢) شفاء الغرام ٢ / ١٦٤ طبعة الحلبي.