(اعمال غامد وزهران) وسعد للمرة الرابعة : واحتفل به في موكب حافل مشى فيه القضاة والعلماء! الذين افتوا بقتاله بالامس!! وشرع المحتلون من غامد وزهران (١) وبعض القبائل يعيشون في مكة فنهبوا كثيرا من بيوتها حتى كانوا ينزعون الثياب من اجساد أصحابها وهاجموا كثيرا من البيوت وساموا الناس انواعا من الذل والاهانة والضرب فاشتد الذرع بالناس واسقطت بعض الحوامل من هول ما يجري (٢).
وبذلك كتب الشريف سعد في تاريخه الطويل صفحة من احلك الصفحات سوادا في تاريخ مكة واذا كان لي ان اعجب فعجب من هؤلاء المتسلطين الذين ينسون في سبيل الظفر بمقاعد الحكم أخلاقهم ومروءتهم ولا يبالون في سبيل أغراضهم أن يهتكوا أعراض المسلمين ويستحلوا دماءهم فيتنازلوا بذلك عن حظهم في الاسلام واعجب من هذا أن يجدوا في ذلك من يهنئهم بما احرزوا او يشيد بحميتهم وذودهم عن الاسلام.
وأبى ان يستسلم الباشا التركي لسعد وتحصن في بيته بقوة مدافعه فجمع سعد الناس في المسجد الى اجتماع عام وبين لهم حجته فيما فعل ثم سألهم ألست أحق بها وأهلا لها؟!! فقالوا نعم! وأعادها مرة اخرى فقالوا : نعم!! فكلف كبارهم ان يتصلوا بالباشا ويقنعوه وقد رضي الباشا بعد ان استكتبه حجة شرعية بما فعل (٣).
__________________
(١) هما قبيلتان من أزد شنؤة يقترن اسماهما معا دائما وتشتركان فيالديار وامارتهما واحدة ، قاعدتها الباحة على قربة مائتين وعشرين كيلا جنوب الطائف على ظهر السراة. (ع)
(٢) خلاصة الكلام ١٤١ ، ١٤٢
(٣) المصدر نفسه ١٤٣