ويتراحموا ويتآلفوا ويجتمعوا حول رمز واحد ، ينسون كل هذا ولا يذكرون الا اغراضهم في الحكم ورغبتهم في السلطة ولا يبالون في سبيل هذه الرغبات ان يحيلوا مواقف العفو والغفران الى ميادين يشتبكون فيها بأفظع ما بشتبك الآثمون والمجرمون.
لا ريب انها آثام يقشعر لهولها أقل المؤمنين حظا في الاسلام وانه استخفاف جره قادة الاسلام على جماعة المسلمين في كل عصر فعلموهم الجرأة على قدسية الاسلام وتركوهم ينظرون الى شعائره باستخفاف لا يليق بهذا الدين العظيم.
ونحن اليوم اذا شهدنا عامة المسلمين لا يعنيهم من الحج الا طقوسه التقليدية واغلبية الحجازيين لا يهمهم فيه الا ما يهمهم من مصالح دون ان يحس هؤلاء أو أولئكم باحساس الدين فيما يؤدون من نسك فما ذلك الا جناية بعض اسلافنا من القادة والعظماء الذين هيئونا للاستهانة وطبعونا عليها جيلا بعد جيل.
سلاح جديد : واستعمل المتقاتلون في هذه الموقعة سلاحا جديدا لا عهد لمكة من قبل ، فقد رؤي رجل منهم يرمي دارا من دور مكة بقارورة مملوءة نفطا فأحرقت الدار وكانت لبعض أيتام مكة.
ولجأ مكثر الى حصنه الذي بناه على ابي قبيس فحصروه به ثلاثة ايام وفي اليوم الرابع سلم أمير مكة الحصن لأمير الحج فهدمه بعد ذلك (١).
وأضاف طاشتكين امارة مكة الى أمير المدينة اذ ذاك القاسم بن مهنا بأمر الخليفة العباسي فما لبث القاسم أن رأى نفسه بعد ثلاثة أيام عاجزا عن إدارة الأمور
__________________
(١) شفاء الغرام ٢ / ٢٣٠