بجيش من هذيل فهزمه عيسى ففر الى جدة وسطا على بيوتها التجارية فنهبها.
داود بن عيسى : ولما مات عيسى في عام ٥٧٠ عهد الى ابنه داود بالامارة فلم يدم حكمه أكثر من نصف يوم ثم هاجمه بايعاز من العباسيين بعض الخارجين عليه هجوما عنيفا حتى اجلوه عن مكة ونادوا بأخيه مكثر وذلك في العام نفسه ٥٧١ (١).
مكثر بن عيسى : وما كاد يتولى الأمر مكثر في عام ٥٧١ حتى شعر بحاجته الى تثبيت مركزه ليتحاشى استبداد بغداد به كما فعلت بأخيه بالأمس فعمد الى شراء الاسلحة وتجنيد بعض الرجال وبنى على ابي قبيس قلعة لتكون له حصنا اذا فكر أمير الحج العراقي في مناوشته أو عزله وظل مع ذلك يخطب للعباسيين والأيوبيين.
وعلمت بغداد بتحصيناته فاعتبرت ذلك منه تحديا فكلفت امير الحج طاشتكين أخا صلاح الدين الايوبي بان يجلي مكثرا عن مكة وان يهدم حصنه.
فلما انتهى الحج العراقي الى عرفات وافاضوا لم يبيتوا بمزدلفة وانما اجتازوها ورمى بعضهم الجمار وهو سائر ثم نزلوا الابطح فناوشوا بعض الأهالي ثم نادى المنادي بالهجوم على مكة فكانت واقعة شديدة قتل فيها كثير من الفريقين ونهبت أموال الحجاج والأهالي (٢).
وهكذا ينسى العباسيون وينسى الاشراف وينسى المسلمون من كل الاجناس في مثل هذه المناسبات روح الدين الذي جمعهم في صعيد واحد ليتوادوا
__________________
(١ و ٢) شفاء الغرام ٢ / ٢٣٠