كتابا للامير خالد بامضاء الملك بالموافقة على توقيف الحرب والاخذ في أسباب التفاهم بينه وبين الامير خالد ان كان مفوضا وان لم يكن مفوضا يمهلنا بدون حرب وبدون حركة من الجانبين بحيث يبقى كل في محله الى حين حصور الامام عبد العزيز بن سعود وبعد وصوله يحصل التفاهم معه فلم يوافق ايضا. وعلى هذا فالذي هنا أخذ في أسباب الدفاع بكل همة ونشاط ولا يرجع عن هذه الفكرة ، مهما كانت النتيجة وعلاوة على هذا يؤمل أن يصله عسكر ودبابات وطيارات فبعد وقوفكم على هذه الحقيقة تعرفوا ان كان الامير خالدا يوافق على هذا كان بها وان لم يلزم تأخذوا في أسباب رجوعكم الى جدة ، حالا قبل وصول كتاب الملك للامير خالد والحذر من التأخير والاهمال والامر لله ولكم. وقد أوقفناكم على الحقيقة ، فاتبعوا ما فيه سلامتكم وتوكلوا على الله بسرعة التوجه والله يرعاكم.
وتحرر هذا بحضور عموم الهيئة (١).
عودة الوفد وفشله : وقد قابل الوفد خالدا بن لؤى (٢) فخيرهم بين ثلاثة اما ان يقبضوا على الملك علي واما أن يجبروه على الخروج من الحجاز وان لم يقدروا لضعفهم فلديهم قوة من البدو والمتطوعين في الجيش السعودي تساعدهم على ما يريدون وقال انه غير مستعد للتساهل مطلقا.
__________________
(١) الثورة العربية الكبرى للاستاذ امين سعيد ٢٠٠ / ٣
(٢) خالد بن منصور بن لؤي : من الاشراف العبادلة ، وكان يقيم بالخرمة شرق الطائف ، ومن ثم تسربت اليه المباديء التي كان أهل الحجاز ينكرونها ، وكان في جيش عبد الله بن الحسين ، وقال شهود عيان أن خالدا كان يضع على رأسه معما وهو شعار أهل نجد آنذاك فكان عبد الله يكره ذلك منه ، وبعد احتكاكات ذهب خالد مغاضبا الى الخرمة من ديار سبيع ، واستطاع أن يتولى قيادة القبيلتين البقوم وسبيع ويتحد مع ابن بجاد قائد عتيبة ... الخ (ع)