مقدمة
الحمد الله الذي أمرنا بشكر النعم ، ووعد الشاكرين بمزيد من فضله العميم ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
أمَّا بعدُ ، فإن الله ـ جلَّ وعلا ـ قد أكرمنا يفي هذه البلادالطيبة بجمع كلمتنا تحت راية الإسلام الخالدة لاإلهَ إلا الله محمد رسول الله ؛ فكلمة التوحيد هي الأساس الذي قامت عليه هذه البلاد ، واتخذتها شعاراً لها ، ومنحجاً الحياتها ، وأساساً لنظامها ؛ أكَّد ذلك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود حين دخل مدينة الرياض في الخامس من شوال سنة ١٣١٩ه ؛ استمرار للمنهج الذي سار عليه آباؤه وأجداده ، المستمَدٌ من كتاب الله وسنَّة رسوله صلى الله عليه وآله.
وقد جاءت فكرة الاحتفال بمناسبة مرور مائة عام على دخول الملك عبدالعزيز مدينةَ الرياض ، وتأسيس المملكة العربية السعودية ؛ تأكيداً لاستمرار المنهج القويم الذي سارت عليه المملكة العربية السعودية ، والبادى السَّامية التي قامت عليها ، ورصداً لبعض الجهود المباركة التي قام بها المؤسًس المملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ في سبيل توحيد المملكة ؛ عرفاناً لفضله ، ووفاءً بحقَّه ، وتسجيلاً لأبرز المكاسب والإتجازات الوطنية التي تحقَّقت في عهد وعهد أبنائه خلال المائة عام ، والتعريف بها للأجيال القادمة.
ومال الأعمال العلمية التي تصدرها الأمانة العامة للاحتفال بهذه المناسبة إلا شواهد صادقة على نهضة هذه البلاد الزاهرة في ظلَّ دوحة علم ؛ أصولها ثابتة وفروعها نابتة ، تولَّى غرسَها المملكُ المؤسَّس ، وتعهَّدها من بعدَه بنوه ؛ فواصلوا رعايتها حتى امتد ظلها ، وزاد ثمرها ؛ فعمَّ البلاد خيرُها ، وانتفع بها الجميع.