عبد الله بن سعيد في ٢٨ محرم عام ١١٨٤ ولم يدم فيها الا اياما ثم نازعه اخوه احمد بن سعيد فرأى عبد الله ان يسالمه حقنا للدماء فتنازل له عن الامارة فتولاها احمد في مجلس حافل بالقاضي وكبار العلماء والاشراف والاعيان.
مصر تستأنف حملتها : ولقد كان عبد الله بن سعيد على محبته للسلم بعيد النظر عندما تنازل عن الامارة لانه كان يعلم ان ذوي بركات سوف لا يصبرون على ما نالهم من مساعد وان محمدا عليا بلوط سوف لا يتخلى عن مناصرتهم.
والواقع ان الامر كان كذلك فان الشريف عبد الله بن الحسين البركاتي ما كاد ينهزم من جدة قبيل وفاة مساعد حتى شد رجاله الى مصر وقابل فيها محمدا عليا بلوط وشكا اليه مما قاساه من الويلات فجرد محمد علي بك لنصرته حملة عسكرية من الترك والمصريين وارسلها في صحبته الى ينبع من طريق البحر بقيادة مملوكه محمد بك ابي الذهب.
واتصل خبر الحملة بمكة ولما يمضي على تولية الشريف احمد بن سعيد الا شهر واحد وبعض شهر ثم وافته الانباء ان درويشا أغا وزيره في ينبع عجز عن ملاقاتها ففر هاربا ، وان الحملة بعد ان احتلت ينبع نهبت ما فيها وان الشريف عبد الله بن حسين يتقدم الحملة في طريقه الى وادي فاطمة في جموع حاشدة من العربان.
فنشط احمد بن سعيد وارسل اهله وحريم ذوي زيد الى الطائف وندب من يستنفر القبائل لنصرته فلم يجبه الا القليل فشرع يحصن مركزه في حدود ما يستطيع (١).
__________________
(١) افادة الأنام للشيخ عبد الله غازي «مخطوط»