العسكريين الالمان باستيائه مما حدث فقال : «إننا لم نستمل الاتراك الا لأنهم موضع احترام المسلمين .. أما وقد أضاعوا أهم ميزتهم بخروأ أكبر زعيم وسليل أعظم بيوت الاسلام فيجب أن نعيد النظر» (١).
استاء جمال باشا السفاح واشتد غضبه وعرف انه كان مخدوعا عندما ترك فيصل بن الحسين يفلت من يده في الشام كما افلت من يد الحامية في المدينة بعد ان تسلم منها جزءا كبيرا من الذخيرة والمال بحجة العمل لنصرة العثمانيين.
شريف جديد : وصدرت اوامر الاستانة مستعجلة بضرب العرب بالعرب لاخماد ثورة مكة في مهدها فبدأوا بتعيين شريف جديد من آل زيد (علي حيدر) لامارة مكة وكان علي حيدر يقيم في الاستانة ويعمل لموالاة الاتحاديين في وظيفة وكيل مجلس الشيوخ العثماني فتوجه فورا على قطار خاص الى الشام حيث زوده جمال باشا فيها بما يلزم من عتاد وأسرع بتر حيله الى المدينة فوصلها في أوائل ذي القعدة عام ٣٤ ه (سبتمبر عام ١٦).
وكان العثمانيون في المدينة بقيادة فخري باشا فقد استطاعوا ان يحرزوا عدة انتصارات في هجومهم على جيش الثوار المحاصر فقد زحفوا على جيش فيصل حتى تراجع في بعض المرات الى ينبع كما زحفوا على جيش علي الى قرب رابغ.
__________________
(١) راجع الثورة العربية الكبرى لامين سعيد ص ١٤ ج ١