فيولون شطر اليمن (١).
القبض على ملك اليمن في منى : وفي عام ٧٥١ وصل الى مكة صاحب اليمن علي ابن المؤيد حاجا ، ولا استبعد ان يكون عجلان أوجس خيفة من قدومه بعد أن التجأ اليه في اليمن ثقبة واخوانه لهذا قابله باسوأ ما يمكن ان يقابل به ملك وافد فنجد الفاسي (٢) يذكر لنا في حوادث هذه السنة أن عجلان اتفق وامير الحج المصري على القاء القبض على ملك اليمن في منى ، وقد قصدوا الى مخيمه في صبيحة اليوم الثالث من أيام منى شاهرين أسلحتهم فقاتلهم أصحاب اليمن ساعة من نهار ثم تسامع الطامعون في النهب الخبر فأقبلوا ينحازون الى المهاجمين حتى تمت الغلبة لهم فنهبوا كل ما في المخيم من اموال ومتاع ودواب وسلم الملك نفسه فأسره أمير الحج المصري ثم قاده الى مصر دون أن يتركه ليتم شعائر الحج.
الا ان صاحب مصر الملك حسنا بن محمد بن قلاوون أحسن استقباله في مصر ثم سيره مكرما الى بلده من طريق الحجاز فلما كان بالدهناء (٣) قريبا من ينبع قبض عليه مرة اخرى لان حراسه وشوا به الى مصر بما غير عليه نفس الملك في مصر فأمر بالقبض عليه ، ثم نفاه الى بلاد الكرك (٤) في شمالي سوريا فظل الى ان عفا عنه مرة اخرى وأعاده الى بلاده فبلغ اليمن في ذي الحجة عام ٧٥٢.
واذا كان في هذا ما يدل على استياء عجلان من صاحب اليمن لإيوائه ثقبة واخوانه فان فيه كذلك ما يدل على تأصل روح العداء بين المماليك في مصر وأصحاب اليمن من اولاد علي بن رسول ولعله عداء قديم ورثه المماليك من أسلافهم
__________________
(١) شفاء الغرام ٢ / ٢٠٥
(٢) شفاء الغرام ٢ / ٢٤٧
(٣) قرية كانت عامرة بالضفة اليسرى من وادى ينبع ثم اندثرت ، تعرف خرائبها اليوم بالساقية (ع)
(٤) مدينة حصينة تتربع على تلال عالية بين الغور والصحراء في الاردن ، تبعد قرابة (٨٠) كيلا جنوب عمان عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية (ع)