وما لبث ابو طاهر القرمطي ان كتب الى الخليفة الفاطمي في المغرب بما احدث في المسجد الحرام فرد عليه يعنفه على ما احدث (٢) وفي هذا ما يدلنا على صلة القرامطة بشيعة الفاطميين ويفسر لنا علاقتهم المذهبية بهم.
وظل سبيل الحج بعد ذلك مقطوعا بتأثير القرامطة حتى كتب ابو علي عمر ابن يحي نقيب العلويين في الكوفة سنة ٣٢٧ الى ابي طاهر ان يطلق السبيل للحجاج على مكس يأخذه منهم فامتثل ابو طاهر وجعل يأخذ المكس من الحجاج في طريقهم الى مكة ولا ادري كيف اجاز لنفسه المكس وهو من اصحاب الغلو في الدين ، وقد عانت مكة من جراء هذا كثيرا من الضيق واستبد الفقر بأكثر الاهالي فيها سنوات طويلة.
وفي كتابة نقيب العلويين اليه ما يفسر معنى ما نذهب.
الاخشيد في مكة : الاخشيد دولة اسسها في مصر احد قواد العباسيين في عهد الانحلال العباسي وقد تقدم بنا ان نفوذ الاتراك في بغداد قد تفاقم واصبحوا يولون اتباعهم عمالا في الامصار وكان العمال يستخدمون من يلوذ بهم. وفي هذه الاثناء التحق محمد الاخشيدي بخدمة ابن بسطام عامل بلاد الشام ثم حارب تحت قيادة تكين في مصر ضد فاطمي المغرب ثم ولاه تكين الاسكندرية نيابة عنه في سنة ٣٠٧ فوطد لنفسه في مصر بقتال فاطمي المغرب مرة اخرى حتى ولته بغداد امارة مصر في عهد امير الامراء ابن رائق ثم ما لبث ان ساءت العلاقات بين الاخشيد وابن رائق امير الامراء في بغداد فنشب القتال بينه وبين جند العباسيين ثم اصطلحوا على ان يتولى الاخشيد امر مصر لقاء مائة
__________________
(١) المصدر نفسه