الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب ، وكان الحسين لا يملك ما يلبس الا فروة ليس تحتها الا قميص وقد وفد مرة على المهدي فأعطاه اربعمائة الف دينار ففرقها ببغداد والكوفة (١).
ومن اغرب المفارقات أن يقود الثورتين في مدى ربع قرن زعيمان من أولاد الحسن بن علي بن أبي طالب في مغامرة لا تتفق مع ما عرف به جدهما الحسن من حب المسالمة وأغرب من هذا أن تلازم المغامرة هذا الفرع من أولاد علي فنجدهم على الدوام ثوارا لا تهدأ لهم حركة حتى تقوم على أنقاضها حركة اخرى إلى قبيل أيامنا هذه التي نؤرخ فيها.
واستولى الحسين في المدينة على دار الامارة بعد أن طرد صاحبها وهجم أنصاره على السجون فكسروها وأطلقوا المعتقلين من أصحابهم فيها .. وبعد أن بايعوه أقاموا بالمدينة أحد عشر يوما (٢) وقد ذكروا ان من أهم العناصر في دعوته تحرير العبيد بحجة أن رقهم لم يثبت شرعا وكان مناديه ينادي بعد نجاح الثورة أيما عبد أتانا فهو حر (٣).
وقعة الشهداء : ثم قصدوا مكة فلقيهم جيش العباسيين بفخ هو وادي «الشهداء» في طريق مكة ويبعد عنها يومها بستة أميال (٤) وفي هذا المكان تقرر مصير العلويين حيث قتل الحسين بن علي وهو محرم بعد أن أبلى بلاء شديدا وقتل معه أكثر من مائة من أصحابه في نهاية عام ١٦٩ وكانت قبورهم معروفة
__________________
(١) البداية والنهاية ١٠ / ١٠٧.
(٢) الآداب السلطانية ١٧٣.
(٣) شفاء الغرام للفاسي ٢ / ١٧٩.
(٤) كانت مكة في هذا العهد لا تتعدى حارة الباب. لهذا فالمسافة بينهما كانت ستة أميال ، اما اليوم فقد اتصلت مكة بالشهداء تقريبا بعد انشاء شارع الأمراء في طرف مكة بجرول.