ذوو بركات وعبد الله وزيد : وفي هذا العهد اعتبر أمراء مكة أن بيوتهم الى ثلاثة اقسام هي : ذوو عبد الله أو العبادلة من أبناء عبد الله بن حسن ابن أبي نمي ، وذوو زيد وهم أبناء زيد بن محسن من أحفاد الحسن ابن أبي نمي ، وذوو بركات أخو الحسن بن أبي نمي.
وقد ظلت الفروع الثلاثة تتداول الامارة نحو ثلاثة قرون ونصف قرن حتى انتهى حكم الأشراف في مكة بامارة الحسين بن علي وهو من العبادلة كما سيأتينا ذلك.
ونعود إلى الأمير محمد بن عبد الله فقد استقام الأمر له ولشريكه زيد بن محسن على أثر تنازل عبد الله بن الحسن لهما عن الحكم ولم ينسيا للمتنازل فضله فقد أشركا اسمه في الدعاء على المنبر وظلا يستضيئان ببعض آرائه الى أن توفي بعد أشهر من تنازله في بستان كان يقيم فيه بالمنحنى بعد المعابدة إلى طريق منى في جمادي الآخرة من السنة نفسها ١٠٤١ وفي هذه السنة ثار أهل الطائف على الأشراف وقتلوا راشدا بن بركات بن أبي نمي فخرج الأمير زيد في جماعة من بني عمه وبعض المقاتلين فهاجموا الطائف وقاتلوا الثائرين وعادوا ظافرين (١).
واستمر محمد وزيد على وفاق تام وكان قد وافاهما التأييد من السلطان العثماني «مراد خان» إلا أن ذلك لم يعجب البارزين من البيت القديم في الاشراف ورأوا ان في تقحم زيد بن محسن على الامارة ما يشبه التطفل فبدأ زيد وشريكه يعانيان قلاقل جديدة ولما يمضيا في امارتهما عاما واحدا.
__________________
(١) خلاصة الكلام للدحلان ٧٢.