وبموجب ذلك نفذ الاعدام فيمن ذكر على ملأ من الناس في أوائل ربيع الاول عام ١٢٧٥ كما نفذ حكم النفي في الباقين (١).
عبد الله بن محمد بن عبد المعين : وكان العثمانيون قد اختاروا لامارة مكة قبيل هذا الحادث عبد الله بن محمد بن عبد المعين وكان يقيم في الاستانة كعضو في اعضاء مجلس الدولة برتبة وزير ، فلما بلغ الامر في اواخر عام ١٢٧٤ وعلم بحادث الفتنة رأى ان يؤخر سفره الى ان ينتهي أمر الكارثة ، وهكذا بقي في الاستانة ولم يصل الى جدة الا في ربيع الأول عام ١٢٧٥ بعد فراغ اللجنة من اعمالها وتنفيذ ما حكمت به.
ميزاب الكعبة : واصطحب معه الى مكة ميزابا للكعبة محلى بالذهب صنعه العثمانيون ليجعلوه مكان الميزاب القديم وقد احتفل بوضعه في مكانه من الكعبة على اثر وصول الامير وأعيد الميزاب القديم الى الاستانة ليحفظ في معرضها.
يحاولون زيارة مكة :
وقابلت اللجنة المختلطة عبد الله بن محمد بن عبد المعين على اثر وصوله ، ورجته ان يمنحها زيارة مكة فاعتذر من ذلك ولما ألحت في طلبها أصر على الرفض في اسلوب رقيق والذي يستحق الملاحظة ان عبد الله بن محمد اصطحب معه الى مكة موظفا تركيا في رتبة فريق اسمه زكي باشا ، وقد ذكر الدحلان انه بعث به كمعاون للامير (٢) وفي هذا ما يدل على مبلغ ما تطورت اليه سيادة الاتراك في مكة.
وفي عام ١٢٧٧ زار المدينة والي مصر سعيد بن محمد علي باشا ، فسار الشريف
__________________
(١) خلاصة الكلام ٣٢٢ وما بعدها
(٢) المصدر نفسه ٣٢٣