أدى مناسكه ثم غادر البلاد ولم يعد اليها (١).
هدايا سلطانة اشي : وفي هذا العهد وصلت هدايا قيمة من الذهب وبعض الطيوب النادرة من «سلطانة آشي» وقدر كبير من الصدقات لفقراء مكة فتقبلها الشريف سعيد على انها مهداة له لان اباه بركات كان قد ندب أحد خاصته ببعض الهدايا الى الهند فمر مندوبه بسلطانة آشي فحملته تلك الهدايا الا ان الاشراف ابوا الا ان يأخذوا حصتهم ـ ثلاثة أرباع تلك الهدية ـ فرفض اجابتهم ثم اضطر لما رأى من شغبهم الى مهادنتهم فأعطاهم نصيبهم منها ثم وزع على الفقراء حقوقهم في الصدقة بحضور الاشراف (٢)
ولما كثرت أعمال الشغب على النحو الذي ذكرنا انفا واتصلت الاخبار بعاصمة الخلافة ـ استامبول رأى اصحاب الامر فيها ان خير ما يمكن عمله هو عزل الشريف سعيد عن الامارة ولم يمض فيها اكثر من سنة واحدة.
عودة الحكم الى ذوي زيد ـ أحمد بن زيد : وفي هذه الأثناء كان الشريف احمد بن زيد موجودا في تركيا لأنه استوطنها على اثر فراره يوم العيد من منى بصحبة اخيه سعيد بن زيد كما مر معنا سنة ١٠٨٣ فرأى الخليفة ان يعهد اليه بالامارة ليحل محل سعيد بن بركات فصدر مرسومه بذلك وقد قيل ان الشريف أحمد عرضت عليه أثناء اقامته في استامبول ولاية طرسوس كما عرضت عليه امارة اخرى بجهة «الروملي» فلم يقبل واحدة منهما وقال ان تفضلتم بولاية بلادنا والا فاني باق تحت انظار السلطنة الا ان السلطنة ما لبثت ان اضطرته الى قبول ولاية كرك كلية فظل فيها نحوا من سنة ثم عاد الى الاستانة وظل بها الى
__________________
(١) افادة الانام للشيخ عبد الله غازي «مخطوط»
(٢) خلاصة الكلام للسيد الدحلان ١٠٤