لان الشريف سعيدا كان يمانع ان يتخذ الاشراف لأعمالهم جنودا مختصين بهم وكان الاشراف يرون ان ذلك حق لهم تقرهم عليه حقوقهم في واردات البلاد بموجي مراسيم خاصة (١).
وزاد الامر شغبا وذلك أن والي جدة التركي استولى في هذه الاثناء على بعض الغلال الواردة للاشراف لدى وصولها جدة فاغتنم الاشراف فرصة مجيئه الى الحج ومنعوا خروجه من مكة حتى يدفع لهم ما اغتصبه فتفاقم الشر واصر الأشراف حتى نزل الوالي على امرهم وسلم اليهم ما يستحقونه وتعهد بعدم العودة الى ما كان.
واستغل اصحاب الفساد اضطراب الاحوال في مكة وعجز الشريف سعيد عن توحيد السلطة فراحوا يعبثون بالامن في الاسواق وضج الناس وكثرت حوادث القتل والاغتيال وعمت الفوضى (٢).
وفي هذا العهد صدر امر الخليفة العثماني بابعاد الشيخ محمد بن سليمان المغربي الذي تقدم ذكره في عهد بركات من بلاد الحرمين وكان قد ابعد قبل الى المدينة ثم عاد الى مكة فتبلغ فيها أمر ابعاده ولكنه أبى الا أن يقضي حجه فلم يقبل منه وأرسل الشريف سعيد اليه بعض خدمه لاخراجه بالقوة وكان يسكن في مدرسة تطل على الحرم بجانب مدرسة الداودية فامتنع عن الخروج واتصل بعض اصحابه بالشريف ثقبة بن قتادة واستغاث به فتوسط في نقله الى بعض املاكه في خليص (٣) ولما وافت أيام الحج
__________________
(١ و ٢) منائح الكرم للسنجاري «مخطوط»
(٣) وادي خليص شمال عسفان