اليوم الا اكلة واحدة بعد العصر ويقتصرون عليها الى مثل ذلك الوقت ومن أراد الاكل في سائر النهار أكل التمر ولذلك صحبت أبدانهم وقلت فيهم الامراض والعاهات (١) والذي أقوله أن أكلة العصر هي الأكلة الدسمة ولا بد من وجبة الصبح او الضحى .. ويمضي ابن بطوطة بعد هذا في وصف بعض العادات في مكة كما فعل ابن جبير في رحلته في عهد الأيوبيين فيذكر أنهم يستقبلون هلال رجب بالبوقات والطبول ثم يخرجون في موكب الامير فرسانا ورجالا يلعبون بالاسلحة ويقذفون حرابهم في الهواء ويتلقفونها حتى يعتمروا من التنعيم ثم يعودون الى الطواف والسعي ويذكر الهوادج التي ذكر ابن جبير انها تزدحم في شوارع مكة عليها أكسية الحرير والكتان ثم قال : وأهل الجهات الموالية لمكة مثل بجيلة وزهران وغامد يعنون في رجب ويشاركون أهلها حفاوتهم بالعمرة ويجلبون معهم الى مكة كثيرا من منتجات بلادهم فيعم الرخاء وهم يعتقدون أن بلادهم لا تخصب حتى يبروا مكة بما ينتجون (٢)
الحالة الاجتماعية في عهد الشراكسة
ويصف ابن بطوطة هذه القبائل فيقول : انهم فصحاء الالسن صادقو النية يتطارحون على الكعبة داعين بأدعية تتصعد لرقتها القلوب ويتزاحمون عليها حتى يعجز غيرهم عن الطواف معهم ثم قال : وهم شجعان أنجاد ولباسهم الجلود واذا وردوا مكة هلت اعراب الطريق مقدمهم (٣) أقول : وقد فقدت هذه القبائل من مزاياها اليوم ولعل ذلك يعود الى كثرة اختلافهم على المدن واستيطانهم لها وامتهانهم فيها بعض الاعمال الصغيرة كالخدمة وما يشبهها وقد أفقدهم ذلك
__________________
(١ و ٢) رحلة ابن بطوطة ١ / ٩٣
(٣) رحلة ابن بطوطة ١ / ١٠٠