أخلاق القبيلة التي كانوا يعتزون بها كما أن بلادهم اختلطت بأجناس كثيرة من الدخلاء.
واتى ابن بطوطة على وصف احتفالات الأهلين في مكة بشهر رمضان فذكر ما ذكرناه في عهد الأيوبيين عن ابن جبير من تفرق الأئمة في كل زاوية من المسجد لصلاة التراويح وقال أنهم يستقبلون رمضان بالطبول والدبادب ويجددون حصر المسجد ويكثررون فيه الشمع والمشاعل حتى يتلألأ نورا وقال عن التسحير أن المؤذن الزمزمي يتولاه والمؤذنون في المنائر الأخرى يجيبون عليه وذكر قناديل المئذنة التي تطفأ اشارة بالامساك كما ذكرها ابن جبير (١).
وذكر أصحاب الصناعة الذين اتخذوا مقاعدهم في بلاط المسجد المتصل بدار الندوة كالخياطين وبجانبهم المقرئين والنساخين كما ذكر ابن جبير قبله وأوردناه فى العهد الأيوبى الا أن ابن جبير ذكر بيع البضائع في المسجد من الدقيق الى العقيق ولم يذكره ابن بطوطة (٢).
ويبدو أن مماليك الشراكسة كانوا ألصق بحياة مكة من أسيادهم مماليك الاتراك لأن حاميتهم التي استوطنت مكة اتصلت بالأهلين ولعل الأهلين تأثروا ببعض مظاهرهم الخلابة فقد كان جنود الشراكسة يميلون الى الأبهة وكانت أثار الغنى تبدو واضحة عليهم في كل مكان يتركون أثرهم في البيئة التي تحيط بهم.
__________________
(١ و ٢) رحلة ابن بطوطة ١ / ١٠٠