والقيام باعباء مكة ، فأعاد طاشتكين داود بن عيسى المغضوب عليه سابقا الى الامارة وهو اخو مكثر وذلك في السنة نفسها ٥٧١ ثم ما لبث أن أعيد اليها مكثر (١) وقد ضرب طاشتكين الدراهم في مكة باسم صلاح الدين (٢).
الغاء المكوس : وفي عهد مكثر حج الشيخ علوان الاسدي الحلبي فلما وصل الى جدة طولب بالرسوم المفروضة فابى ان يسلم شيئا وأراد الرجوع فلاطفوه وبعثوا الى صاحب مكة فأمر بمسامحته ، فلما انتهى الى مكة واجتمع بالشريف مكثر اعتذر اليه هذا واوضح له حاجة الحجاز الى فرض مثل هذه الرسوم ، فلما اقتنع الشيخ كتب الى صلاح الدين في مصر بتفصيل الامر فعرض صلاح الدين تقديم ثمانية آلاف اردب قمح سنويا مقابل الغاء الرسوم عن الحاج ، وكان الرسم المفروض على كل شخص سبعة دنانير مصرية ونصف دينار (٣).
ومما يذكر في وقائع عام ٥٩٢ أن ريحا سوداء عظيمة عصفت بمكة عند خروج الحجاج منها وكان فيها رمل احمر اصاب الناس وسقطت احجار من ركن الكعبة اليماني ، كما ذكر أن الذي سقط من الركن قطعة واحدة وان الكعبة تحركت مرارا وأن ذلك لم يعهد من قبل (٤).
داود بن عيسى : وتولى الامر بعد مكثر أخوه داود ، وقد ظل الاخوان يتداولانها نحو سبع وعشرين سنة كانت آخر مرة فيها لا مرة مكثر وقد ظل فيها عشر سنوات متتالية آخرها سنة ٥٩٧ وهي السنة التي انتزعت فيها امارة مكة من
__________________
(١) شفاء الغرام ٢ / ٢٣٠
(٢ و ٣ و ٤) افادة الانام للشيخ عبد الله غازي «مخطوط»