شيخ الحرم بان المفتي احدث لبيته مجرى «قصبة» في جدار المسجد فانتدب من يشرف على ما أحدث فقرر المشرفون ان «القصبة» غير محدثة فلم يقنع حتى اطلع عليها. وقد قيل انه لم يجد شيئا محدثا ولكنه رغم ذلك استحصر المفتي وسبه وضربه حتى ادماه وداسه برجله فذهب المفتي الى الشريف يشكو ما حدث وذهب الباشا ملتجئا ببيت القاضي «وهو من الاتراك في العادة» فأرسل الشريف الى القاضي يطلب حجز الباشا حتى يقضي الشرع فيه وضج الاهالي في مكة وتألبوا جماعات حول بيت القاضي واخذ بعضهم يحصب النوافذ بحصباء الحرم.
رأى الباشا أن يلتجىء بعد هذا بالشريف احمد امير البلاد فأصلح الامر بعض الاصلاح واسترضى المفتي مؤقتا ثم كتب الى الخليفة في تركيا فجاء الامر بعزل احمد باشا عن ولاية جدة ومشيخة الحرم (١).
اجلاء النصارى عن جدة : وفي هذا العهد أصدر شيخ الحرم والي جدة أمره بان لا يبقى في جدة غير مسلم وشدد في تعقبهم فغادر جدة غير المسلمين عن آخرهم ولم يبق منهم الا من اعلن اسلامه (٢).
وغزا الشريف أحمد القبائل العاصية في شرق البلاد فطوعها ثم انتقل الى الشمال حتى انتهى الى المدينة ثم عاد الى مكة فدخلها في هلال ذي الحجة محرما فطاف وسعى بالليل ثم خرج الى الزاهر فبات ليلته ليدخل مكة في الصباح في موكبه الرسمي على جري عادتهم.
__________________
(١) خلاصة الكلام للسيد أحمد زيني دحلان ١٠٨
(٢) افادة الانام للشيخ عبد الله غازى «مخطوط»