السليمانية (١) وزقاق المغاربة وزقاق البخارية وفي المدينة وجدة كثير من هذه المسميات وشوهدت مكة في هذا العهد تنقسم باعتبار الاجناس الى أقسام تشبه المستعمرات في منطقة يحتلها جاليات الترك وثانية يحتلها أهل بنغالة والهند وثالثة يحتلها أهالي غرب افريقيا «التكارنة» وغيرها يحتلها الجاويون وأهل بخارى واهل السند والشام واليمن وحضرموت.
ونقلت هذه الجاليات معها الى مكة عاداتها كاملة وتقاليدها واخلاقها وكثيرا من صناعاتها وبذلك انتفعت مكة بهذا الخليط ولم تنتفع .. لانها بقدرما استفادت من نشاط هذه الجاليات أسي اليها في عاداتها واخلاقها ولغتها.
البيوت القديمة في مكة : ولعل من المناسب أن نستطرد في هذا السياق الى ذكر البيوت القديمة في مكة واذا كنا قد اغفلنا ذلك فيما سبق من بحوثنا عن العهود السابقة لتعذر وجود المصادر التي يصح الاعتماد عليها فلا اقل من أن نلم في هذا العهد بما يمكننا لقرب عهدنا بمن نؤرخ عنهم ولان أكثر اخلافهم لا يزال يعيش بيننا اليوم ونحن نعتمد فيما نرويه في هذا الفصل على كتاب افادة الأنام للشيخ عبد الله الغازي لانه ينقل عن مؤلفات مخطوطة اطلع عليها ولا نكاد نجد اليوم أثرا لاكثرها.
آل الشيبي : هم ذرية شيبة بن عثمان بن ابي طلحة الحجبي من أولاد عبد الدار وقد ظل بيتهم خالدا في مكة كما ظلت خدمتهم في الحجابة خالدة تالدة مصداقا لقوله عليه الصلاة والسلام «خذوها يا بني عبد الدار خالدة تالدة الى يوم القيامة لا ينزعها منكم الا ظالم» واذا كان بعضهم قد هاجر الى الآفاق في
__________________
(١) تطلق كلمة السليمانية في مكة على اهالي الافغان وحارة السليمانية تنسب الى رجل من العلماء كان اسمه الشيخ سليمان المغربي وهو الذي بنى قبور السليمانية وبابها