في عام ١٠٨٣ ورأيناه يسالم الشيخ محمد بن سليمان المغربي ولا يتعرض لاعماله وترتيباته ويقبل فكرة اشرافه التي لم يتعودها آباؤه بروح المسالم الضعيف ، بل انه يذهب الى أكثر من هذا فيحضر حلقته بالمسجد ويستمع الى دروسه.
والغريب ان هذا المسالم لا نلبث ان نجده في بعض المواطن قويا كأقسى ما يكون الأقوياء ، فقد خرج في عام ١٠٨٤ ، ١٠٨٥ على رأس جيش من الاشراف والعربان وبعض العساكر لقتال العصاة من قبيلة حرب ، ولما نزل قرية بدر لم يبدأ القتال فورا بل ظل يرابط فيها ، وكلما اعتزم العمل عاود الصبر حتى صاروا لا يهتمون لحركته ، فلما طال الامر ورأى بعضهم يفترق عن بعض وثب عليهم وثبة جبارة فكسر جموعهم واستأصلهم وأقام في قتلهم ستة ايام قطع فيها دابرهم وأحرق نخيلهم وأقام حكمه في بلادهم ، ولما انتهت الاخبار الى مكة زينت اسواقها ثلاثة ايام ابتهاجا بالنصر (١).
وفي هذا العهد ورد مرسوم من السلطنة بتقسيم واردات مكة اربعة أقسام يختص باحدها الشريف بركات وتوزع الثلاثة ارباع على الاشراف في مكة سهاما متساوية. واستعان الشريف بركات بالخواجا عثمان بن زين العابدين حميدان الذي جهله وزيرا له (٢)
تلطيخ الكعبة : وفي شوال ١٠٨٨ اصبح الناس فاذا الكعبة ملطخة بما يشبه العذرة فاتهم الناس الشيعة بهذا جريا على اعتقاد قديم لا ادري كيف تجيزه عقولهم ، وهكذا اشتدت حمية الاتراك المجاورين والحجاج فأوقعوا ببعض الشيعة وقتلوا منهم اشخاصا رميا بالحجارة وضربا بالسيوف. وينقل السيد
__________________
(١) افادة الانام للشيخ عبد الله غازي «مخطوط»
(٢) منائح الكرم للسنجارى «مخطوط»