النواحي العامة
فى عهد الحسين
صفحة الحسين في مكة : في استطاعتنا ان نضيف حياة الحسين في مكة الى الصفحات القليلة المشرقة في تاريخ أشرافها اذا استثنينا ما غشيها من فترة كدرت بعض جوانبها فقد كان يغلب عليه صفات الرجل المصلح لو سلم من المغالاة ولم يتطرف.
كان يميل الى التدين واحترام أوامر الشرع ويحث عليها ويصر على تنفيذها في حدودها المقررة ولكنه كان كأكثر المؤسسين وأصحاب الثورات يأخذ بالظنة ويعاقب على الشبهة .. كان يقسو على خصومه ويذيقهم من هوانه في السجون والأقبية بصورة لا تتفق مع ميله الى التدين والعدل.
وكان محافظا حريصا على التقاليد ولكنه يغلو في محافظته وبالرغم من أختلاطه الطويل برجال الفكر في تركيا واحتكاكه بالحياة الراقية فيها كان شديد العداوة للتجديد فيكره السيارة ويحارب استعمالها ويصر على بقاء المواصلات العامة وقفا على الجمال والبغال والحمير لانها انتاج محلي لا تنقل فوائده الى جيب الاجنبي كما كان يمقت الرجل اذا أدخل على أثوابه العربية أي تعديل لم تستعمله البلاد.
وكان وطنيا يحرص على خير بلاده ويعد أهلها لمناصبها ويحلو له الاستغناء عن غير أهلها ولكنه كان يمعن في ذلك امعانا متطرفا حتى صرف عنه كثيرا من العناصر المفيدة لنهضة البلاد وحرمها من عطف كثير من جيرانها.
وكانت له معلومات في السياسة ولكنه كان يعتد بها ويشعر انه لا يدانيه فيها مدان ولذلك كان يحصر ثقته في نفسه ويركز كامل المسؤوليات فيها ولا يبيح لرجال