على أعمالهم وترفع بذلك تقاريرها السرية الى عبد الحميد الذي أخذ يعاقب على الظنة ويبطش للشبهة ويمعن في النفي والتشريد والاغتيال والقتل حتى ملأ سجويه بخصومه وارسل الى قاع البسفور بكثير من ضحاياه بالالوف قضى اكثرهم اغتيالا في السجون.
اعمال عبد الحميد في مكة : واخبرني بعض المعمرين أن أعمال العنف التي شنها عبد الحميد ضد خصومه من الاتحاديين اتصلت بمكة وأنها أنشبت أظفارها أول ما أنشبت بأمير مكة لذلك العهد الحسين بن محمد الشهيد فقد أراد عبد الحميد ان يضع حدا لامارة الحسين وعلاقتها بالاتحاديين فدبر أمر اغتياله ـ كما يذكر هذا المعمر ـ لانه كان يرى رأى رجال الثورة من الاتحاديين كما أسلفنا.
ولم يشر أحد ممن أرخ لمكة الى هذه الفترة التي ذكرها هذا المعمر.
وقد ذكر الدحلان (١) ان الحسين بن محمد طعن بخنجر مسموم في جدة في الوقت الذي كان يترجل فيه عند دار الشيخ عمر نصيف لدخول القصر وقابله رجل من الافغان يأخذ شكل الدراويش وقبل أن يترجل عن فرسه عند دار الشيخ عمر نصيف أقبل عليه كمن يريد تقبيل يده حتى اذا اتصل به طعنه بخنجر مسموم في خاصرته وقد قضى على أثر ذلك ، وبذلك سموه الشهيد.
وأدرك الناس الافغاني فقبضوه وكانت الظنون قد حامت حول شتى الاحتمالات.
__________________
(١) خلاصة الكلام ٣٢٧