وقضى الحجاج مناسكهم في ذلك العام في هدوء بعد الفتنة التي عانوها وتكبدوا أهوالها ثم ما لبث الأمير زيد أن سير جيشا الى تربة لمحاصرة الشريف نامي وقد نجح الجيش في أعماله واقتاد ناميا وأخاه أسيرين الى مكة فزينت أسواقها بهذا الظفر وظلت معالم الزينة قائمة سبعة أيام. ووجد الأمير زيد من العلماء من أفتى بجواز قتل الأسيرين فأمر بشنقهما وتعليق جثتيهما في روشنين متقابلين بالمدعا وذلك في آخر محرم ١٠٤٢.
وثقبت سواعد كور محمود وهو من أتباع نامي وطيف به في شوارع مكة على جمل ثم قتلوه وحرقوه وأذروا رماده في الهواء. وبذلك انتهى أمر نامي بعد أن حكم مكة مائة يوم (١).
وبه استقر الأمر للشريف زيد ودانت له القبائل ، وكان الشريف زيد يجمع بين القسوة واللين ، وقد استفاد من المزج بين خلتيه ، واستطاع أن يدوم في الحكم مدة طويلة ، وفي عهده اطمأنت البلاد وفاضت مواسم الحج فيها بالخير فحاز تقدير الأهالي ومودتهم وخشية الأشراف على اختلاف بيوتاتهم فلم يناوئه أحد منهم.
وغزا في عام ١٠٤٣ فخذا من قبيلة حرب اسمها صبح فاستطاع أن ينكل بهم ويعيدهم الى طاعته (٢).
وباء الخيل : وفي هذه السنة وقع الفناء في الخيل بمكة حتى لم يبق فيها إلا فرس واحد جعلوه لركوب الأمير وركب بقية الأشراف الحمير (٣) وفي ٢٠ ذي
__________________
(١) تاج تواريخ النشر للملامة الخضراوى «مخطوط».
(٢ و ٣) خلاصة الكلام للسيد الدحلان ٧٥.