جندي من الأتراك فتوجهت القوة الى ينبع برا ثم أشفعوها بمركب بحري يقل خمسمائة جندي الى ينبع وكتبوا الى الشريف زيد في المدينة أن يتولى ادارة الحركة كما أرسلوا اليه الخلعة السلطانية.
وبدأ زيد خطوته فلبس الخلعة في الحجرة النبوية ثم خرج الى ينبع حيث استقبل جيوش المقاتلين واستأنف السير بهم حتى نزلوا في وادي الجموم (١).
واتصلت الأخبار بمكة فندب نامي فريقا من خيالته وبعض الهجانة ليكشفوا له أخبار الجيش فأحاط المقاتلون في وادي الجموم ببعضهم وقتلوهم وفر الباقون بأخبارهم الى مكة فحذروا نامي عاقبة القتال وهولوا عليه الأمر ففر في بعض رجاله الى خارج مكة ثم تابع فراره الى الشرق وتبعه عسكر الجلالية وقد انتهى بهم الى تربة وتحصن معهم فيها كما فر شريكه عبد العزيز فيمن تبعه الى ينبع.
وباتت مكة في ليلة ٥ ذي الحجة من العام نفسه سنة ١٠٤١ تنتظر دخول القادمين من الجموم وتطوع الشريف احمد بن قتادة من اشراف المدينة آل المهنا ـ وكان مقيما بمكة ـ بالسهر على حراسة البلاد وأمن الحجاج وأرسل رسله الى الجموم ليخبروا الشريف زيدا بأن البلاد أصبحت خالية تنتظر قدومه.
وفي ٦ ذي الحجة أقبل الشريف زيد في موكب حافل تتقدمه صناجق الأتراك حتى نزل في دار السعادة وأطلق مناديه ينادي بالأمان وانه منذ اليوم حاكم البلاد (٢).
__________________
(١) الجموم جزء من وادى مر «وادى فاطمة» بل هي بلدة فيها امارة الوادى ومرافقة فهى قصبة مر الظهران (ع)
(٢) افادة الأنام للشيخ عبد الله غازى «مخطوط»