مصر والشام وأخرج له التقي بن فهد أربعين حديثا ، ومدحه كثير من الشعراء منهم العلامة شرف الدين اسماعيل بن المقرى صاحب الروض والارشاد في مذاهب الشافعية وله في مدحه قصائد منها قصيدة مطلعها :
أحسنت في تدبير ملكك يا حسن |
|
وأجدت في تحليل اخلاط الفتن (١) |
وبنى الشريف حسن في مكة رباطا للرجال وآخر للنساء (٢) ولعلهم كانوا يرون في بناء الاربطة غير ما يراه العصر الحديث لان المشاهد اليوم أن الاربطة كثيرا ما تأوي الكسالى من الآفاق الذين لا يفيدون البلاد بقدر ما يكونون عالة عليها ، واذا كان المظنون أن الغرض من بنائها هو ربطها للفقراء من طلبة العلم فالواقع ان هؤلاء الطلبة كثيرا ما يورثونها لأبنائهم توريثا اشبه بالتوريث الشرعي وقد لا يكون لأبنائهم حظ آبائهم في طلب العلم فيتخذونها مجالس لغير ما بنيت له وقد تكون لها غلة موقوفة يتناولونها للانفاق منها فيحملهم ذلك على الكسل ويعلمهم الشحاذة التي لا تتفق مع اصول الاسلام وبذلك يؤدي بناء الاربطة في اغلب الاحيان الى غير ما بنيت له. ولو اقتصرت الاربطة على ايواء طلبة العلم وبشكل محدود وفرض اصحابها على المتعلم ان يتلقى فيها بعض الصناعات التي تقيم اوده وتغنيه عن صدقة الجراية لاستطاعت البلاد ان تنتفع من النازلين بها وتستفيد من جهودهم.
عزل بوابي المسجد القضاة : وفي هذا العهد صدر مرسوم بقفل ابواب المسجد بعد الموسم الا اربعة منها فضاق الناس بذلك واشتكوا فصدر الامر بعزل بوابي المسجد القدامى وكانوا من الفقهاء والقضاة وأن يعين بدلهم بعض
__________________
(١) خلاصة الكلام للسيد الدحلان ٤١
(٢) افادة الانام للشيخ عبد الله غازي «مخطوط»