في أواخر عام ٩٠٤ فسار من ينبع على اثر ذلك في جمع من مقاتلته بصحبة الركب المصري فلما علم بركات بذلك خرج للقائه في وادي «مر» (١) فانتصرت جيوش هزاع وفر بركات الى جدة وبذلك اضطربت حالة البلاد والحجاج في مكة وعرفات وعاث اصحاب الفساد فيها وضج الناس ومضى كبراؤهم الى هزاع فاشتدوا في لومه (٢)
ثم اصلح الاشراف بينهما فعاد بركات الى مكة في اواخر الحجة عام ٩٠٤ ثم عاد الخلاف بعد سنتين فاستأنف هزاع هجومه على بركات فالتقيا في البرقاء في ٩ جمادي الاول سنة ٩٠٧ فانهزم بركات الى الليث وبذلك تولى هزاع الامر في مكة الا انه ما لبث أن وافته منيته في ١٥ رجب من العام المذكور بالقرب من مكة فحمل الى مكة وطيف به حول الكعبة قبل دفنه (٣).
احمد الجازاني : وبوفاته عقد مجلس في المسجد بحضور قاضي مكة أبي السعود بن ظهيرة وأصحاب الحل والعقد واتفقوا على تولية احمد الجازاني ابن محمد بن بركات الاول ونادوا به ثم كتبوا الى ملك الشراكسة في مصر بذلك.
وشعر أحمد جازان بحاجته الى ارضاء العسكر في مكة فأمر القاضي وبعض الأعيان بجمع بعض المبالغ من التجار ليرضي بها العسكر وقد وزعها عليهم بنسبة عشرين أشرفيا للفارس وعشر أشرفيات للراجل (٤)
وشعر أن بعض أهالي جدة لا يميلون اليه فسار اليهم في جمع من مقاتلته
__________________
(١) مر الذي يتردد هنا هو : مر الظهران ، واد فحل من اكبر أودية الحجاز كان فيما يقال فيه ثلاثمائة عين جارية ، ولم يبق منها اليوم سوى بضع عشرة. ويسمى وادي فاطمة ووادي الشريف ، يمر شمال مكة على (٢٢) كيلا. (ع)
(٢) افادة الأنام للشيخ عبد الله غازي «مخطوط»
(٣ و ٤) بلوغ القرى لعبد العزيز بن نجم الدين القرشي «مخطوط»