ـ ٤ ـ
من مكماهون الى الشريف حسين
القاهرة في ٢٤ أكتوبر ١٩١٥ (١٥ ذي الحجة ١٣٣٣)
الى شريف مكة «مع الالقاب».
تلقيت كتابكم المؤرخ في ٢٩ شوال بكثير من الغبطة والسرور ، وكان للعبارات الودية المخلصة التي وردت فيه اكبر تأثير في نفسي.
وانه ليؤسفني انكم لا حظتم في كتابي الاخير ، وحديثي عن قضية الحدود شيئا من «البرودة» والتردد. مع انني لم اقصد ذلك بل كنت اود ان اقول بأن الوقت لم يحن للبحث فيها بحثا منتجا. هذا كل ما اردت قوله.
وقد أدركت من كتابكم الاخير انكم تعلقون اهمية كبرى على قضية الحدود ، وانكم تعتبرونها من المسائل الحيوية ، فأرسلت مضمون كتابكم الى الحكومة البريطانية ، وانه ليسرني ان ارسل اليكم البيانات التالية التي ستفوز برضائكم.
ان «مرسين» واسكندرونة وبعض الاقسام السورية الواقعة في غربي دمشق وحمص ، وحماه ، وحلب ، لا يمكن ان يقال عنها انها عربية محضة فيجب ان تستثنى من الحدود التي ذكرتموها ونحن على استعداد للموافقة على تلك الحدود. على اساس هذه التعديلات ، على ان لا ينقض شيئا من اتفاقنا مع الزعماء العرب ، اما الاراضي التي تستطيع انكلترا العمل فيها بملء الحرية ودون ان توقع ضررا بحليفتها فرنسا فان لي السلطة التامة باسم حكومة صاحبة الجلالة ان