وفي عام ٨١٧ عمر الغوري في زيادة باب ابراهيم وبنى فوقه قصرا مرتفعا مع مرافقه وجعل حول القصر من خارج المسجد معازل ومساكن وبنى خارج ذلك متوضأة تشتمل على مراحيض وبركة ماء ووقف القصر والمساكن على بعض اعمال الخير وبنى على يمين الداخل باب ابراهيم من الداخل حاصلا في ارض المسجد وعلى اليسار مثله وقرر فيهما بعض المستحقين وجعل في الجانب اليماني حاصلا يشتمل على سبيل ماء وصهريج كبير من ماء المطر من سطح المسجد.
وخربت المظلة القائمة فوق بئر زمزم في عام ٨١٨ فنقضت وبنيت مرة اخرى (١) ثم عمر الشراكسة كثيرا من الخرائب في اماكن متعددة من المسجد وعمروا باب النبي وعمروا ثمانية عقود جهة باب الزيادة ونقضوا منارة باب السلام ثم اعادوها في عام ٨١٦ كما نقضوا بعد ذلك منارة باب الزيادة ثم اعادوها في عام ٨٢٣ واصلحوا في سطح الكعبة وتراكمت في هذا العهد طبقات من التراب في المسجد فاستعان المسؤولين بالثيران لجرفه ثم نقلوه الى المسفلة ثم بطح مكانه بطحا مغربلا نقلوه من ذي طوى ووادي الطند باوي (٢)
طريق الحجاج : وكان طريق الحجاج قد انتقل في اواخر عهد الايوبيين من القصير وعيذاب الى طريق العقبة (٣) كما أسلفنا ذلك ثم ما لبث أن أخذ هذا الطريق أهميته في عام ٦٦٠ حيث سير الظاهر بيبرس البندقداري قافلة الحجاج منه وأرسل معها كسوة الكعبة ومفتاحها الذي صنعه لها.
__________________
(١) منائح الكرم للسنجارى «مخطوط»
(٢) اتحاف الورى لابن فهد القرشي «مخطوط» (ع) : رجحنا في (معجم معالم الحجاز) ان يكون اسمه التنضباوي.
(٣) هي ميناء الاردن اليوم ، على رأس خليج ينسب اليها. (ع)