ثم عني الشراكسة بتنظيم السير فى هذا الطريق عما كان في عهد الايوبيين واول من نظم شؤون السير هو أحد الامراء المصريين واسمه جمال الدين فقد سافر والده أميرا للمحمل في عام ٨٠٩ فعني الولد بترتيب القافلة عند وصلها الى عجرة (١) ـ وهي محطة قبيل السويس ـ فأمر بكتابة أكابر الحجاج ورتب سيرهم في مكان معين من القافلة بعد ان ضبط طليعة القافلة وساقها بجماعة من العسكر وجعل الاموال تتوسطها (٢)
والطريق بين السويس والعقبة شاق جدا تسوخ في رماله الناعمة الجمال ويتيه في بيدائه المسافرون فلا يهتدون الا بأنصاب من الحجر بنيت على الطريق لهدى المسافرين. وكان الحجاج يعانون فيه من قلة الماء ما يعانون وكانت المسافة بين السويس والعقبة زهاء ٣٠٠ كيلو تقطعها قافلة المحمل وهي أسرع القوافل سيرا فى اكثر من عشرة ايام.
وتصعد القوافل في العقبة وتنيخ في مدينتها للراحة فقد كانت محطة من محطات الحج المصري في هذا العهد الذي ندرسه وكانت مصر تحشد من جنودها في قلعتها ما يكفي لتأمين طريق الحجاج.
وكانت العقبة الى ذلك ملتقى الحج السوري (٣) بالمصري فقد كانت قوافل السوريين تصل اليها من غزة فتلتقي بقوافل المصريين ثم ينحدرون الى قرية أبلة وهي المدينة القديمة التي اندثرت وقامت العقبة على انقاضها.
وتنتقل قوافل الحجاج بعد ذلك الى مدينة الوجه فتصلها في اقل من نصف
__________________
(١) لعله عجرود : محطة مشهورة بين القاهرة والسويس (ع)
(٢) افادة الأنام للشيخ عبد الله غازي «مخطوط»
(٣) اى سوريا الساحلية فلسطين ولبنان. (ع)