دحلان (١) عن العصامي في تاريخه أنه رأى بعينه ما تلوثت به الكعبة فاذا هو من القاذورات وانما هو من انواع الخضروات عجن بعدس وأدهان معفنات فصارت رائحته كريهة ، وسواء صح هذا أو لم يصح فالواقع ان الاسلام في حاجة الى التواد الذي يجمع كل المخالفين في جادة واحدة وأن ابناءه في غنى عن أن يوسعوا شقة الخلاف بينهم بما يتوهمونه في المخالفين منهم.
وشد ما يؤسفني ان يتوهم العامة الى اليوم ان شيعة العجم لا يتم حجهم في مذهبهم الا اذا لوث الكعبة الحاج ، لو كنا نحتكم الى منطق العقل لعلمنا ان صحة الفكرة تقتضي أن تلوث الكعبة في كل عام بالألوف المؤلفة من القاذورات تبعا لعدد الشيعة من الحجاج وهو ما لا يسلم به الواقع الملموس ، ولكننا نلغي عقولنا بالنسبة لمخالفينا.
جمل فوق المنبر : وفي ٢٢ ذي الحجة عام ١٠٩١ سال وادي ابراهيم بمكة على اثر مطر عظيم ، واقتحم السيل المسجد حتى انتهى الى ما يوازي نصف الكعبة وأزاح بعض الاعمدة عن امكنتها ، ومن غريب الاتفاق ان السيل حمل أحد الجمال حتى استقر به فوق المنبر ، فلما انكشف الماء في الصباح وجدوا الجمل في مكانه في إعلى المنبر. وراح ضحية هذا السيل عدد كبير من الحجاج وخربت بسببه كثير من البيوت (٢).
وفي جمادي الاول سنة ١٠٩٣ وقعت فتنة بين الاتراك وعبيد بعض الاشراف في مكة ، ويبدو من ملابساتها أن الاتراك كانوا يشعرون بميزة مستواهم المستمدة
__________________
(١) خلاصة الكلام ٩٧. والعصامي ج ٤ ص ٥٢٩ المطبعة السلفية بمصر ، وفيه تفصيل عمن قتل يومئذ.
(٢) خلاصة الكلام للسيد دحلان ٩٨