النواحي العامة
في عهد النبي صلىاللهعليهوسلم
الناحية الدينية : بدأت الحياة في مكة بعد الفتح تأخذ شكلا جديدا غير الشكل الذي كانت تعرفه قبله فبعد أن كانت مثلها العليا تفانيا للقبيلة وتفاخرا بالآباء وأخذا بالثأر وكرما يؤدي الى التلف وامتيازا لأصحاب الصدارة وقدرة على الثراء بالحق والباطل أصبحت وقد هذبها القرآن تدين بالاخاء لله وتعتقد بسيادة الدين وأنه لا فضل لعربي على عجمي وأصبحت الصدارة في رأيها لأصحاب التقوى وأثر هذا في عقليتها العامة فارتسمت لها أخلاق جديدة مستوحاة من القرآن وتفتحت أمامها آفاق لا عهد لها بها من سيرة الرسول صلىاللهعليهوسلم فاندمجت فيما رأت ونسيت نخوتها الجاهلية وعصبيتها للقبيلة واستتبع ذلك ان ضاقت بها دائرة الشعر فلم تجد لها فيه مجالا إلا ما استمد روحه من الدين ـ واصطبغ بلون من أخلاق القرآن.
على أننا لا نريد أن نطلق هذا على جميع المكيين في ذلك العهد ونحن نعلم أن مكة حفلت يومها بالمتمردين من البدو والجفاة من الحضر الى جانب المؤمينن الذين أخلصوا دينهم واحترموا عقائدهم.
الناحية الاجتماعية : واستتبع ذلك دعوة اجتماعية شملت جل تقاليدها وعاداتها فنقضت كل ما ورثت وبنت على أنقاضه شيئا جديدا حدده القرآن وفصلت تعاليمه السنة.
ألغى في هذه الدعوة الاجتماعية وأد البنات الذي شاع بين قبائل قريش وكثير من العرب وحرم نكاح المقت الذي كان يبيح وراثه نكاح المرأة لأبناء زوجها أو