وأهدى عبد الملك الى الكعبة شمسيتين من الديباج وقدحين من زجاج فعلق ذلك في سقفها (١).
ولما تولى الوليد نقض أعمال أبيه في سقف المسجد وأقام بناء محكما فوق العقود المزخرفة بالفسيفساء ووسعه وأزر داخله بالرخام وقد جاء بالأساطين الرخام من الشام ومصر ونقلها على العجل الى مكة.
كما جعل له شرافات (٢) وأهدى للكعبة هلالين وسريرا من ذهب ، وقد علق الشيخ حسين باسلامة على موضوع الشرافات. فقال : انه لا يستبعد أن يكون الفاسي أراد بذلك سرادقات كانت تنصب للمصلين في صحن المسجد.
أوليات في المسجد : وفي هذا العهد عرف عبيد الكعبة الذين رتبهم معاوية كما أسلفنا ولم يذكر المؤرخون ما اذا كانوا خصيانا أم لا ، ولكن المعروف أن يزيد بن معاوية هو أول من اتخذ الخصيان فلا يبعد أن يكون قد أهدى منهم الى المسجد.
فيما يذكره المؤرخون ما يشير الى أن العبيد في هذا العهد كانوا يرتبون صفوف المسجد ويقومون بحراسته (٣).
ومن أوليات هذا العهد ادارة الصفوف حول الكعبة ، وقد كان الناس يصلون القيام في رمضان خلف مقام ابراهيم على خطوات بعيدة منه ويتركون المطاف وخلفهم المقام المباشر لمن أراد الطواف فلما تولى خالد بن عبد الله القسري «في عهد عبد الملك بن مروان» أمر أن يصلي الامام القيام خلف المقام مباشرة وأن تدور
__________________
(١) أخبار مكة للأزرقي ١ / ١٤٧
(٢) تاريخ عمارة المسجد ص ٢٣
(٢) أخبار مكة للأزرقي ٢ / ٥٢