صفوف المصلين حول الكعبة من جميع جوانبها فلما قيل له ان ذلك يمنع الطائفين من طوافهم أمر بأن لا يطوف الطائفون الا بعد ترويحتين ، ولا يقوم المصلون حتى تنتهي أشواط طوافهم ، فظل الناس يتناوبون الصلاة مرة والطواف مرة الى مطلع الفجر تحت اشراف عبيد الكعبة (١).
وفي عهد القسري أمر بتخصيص رجل يتحرى مطلع الفجر فوق أبي قبيس فاذا بان نادى بأعلى صوته «أمسكوا رحكمم الله».
ويذكر صاحب مرآة الحرمين أن خالدا القسري أمر في عهده بهدم المنائر لأنه بلغه أن بعض المؤذنين كانوا يغازلون فيها.
ومن أعمال خالد أنه حفر بئرا ساق منها الماء حتى أخرجه في المسجد عند زمزم.
وكان يجري في قصب من رصاص ثم يظهر في فوارة تسكب في فسقية من رخام بين زمزم والركن والمقام. وتفرغ الفسقية في سرب من رصاص يخرج منه الماء الى بركة كانت في السوق عند باب الصفا يتوضأ منها الناس ـ وكان باب الصفا أقرب الى صحن المسجد منه اليوم ـ ويكاد يجمع المؤرخون أن خالدا ساق ذلك الماء الى المسجد ليضاهي به زمزم (٢) ولا أستبعد أن يكون بعضهم قد أشاعها انتقاما منه أو من بني أمية لأن من أعمال خالد في مكة ما لا يتفق مع هذه الجرأة على الدين ، وقد مر بنا ما نقله المسعودي من غضب خالد عندما بلغه قول بعض الشعراء :
__________________
(١) المصدر نفسه وقد ذكر أن السنجاري أورد أن الحجاج أول من أدار الصفوف وأن غيره ذكر أن أول من أدارها عبد الله بن الزبير.
(٢) أخبار مكة ٢ / ٨٥