وهكذا توجه عبد الله بن الحسين الى مصر واستطاع ان يقنع «محمدا عليا بك بلوط» بوجاهة رأيه ووجدها محمد علي فرصة طيبة لاتصال نفوذه بمكة فامر امير الحج المصري بان يصطحبه الى مكة وان يساعده على توليته الامارة وذلك في سنة ١١٨٣.
والذي يبدو ان امير الحج المصري عند ما انتهى الى مكة ادرك ان امر اصعب مما صوره عبد الله بن الحسين ورأى ان امير الحج الشامي يميل الى مساعدته فاخفى ما اضمره وشعر مساعد بما اخفى فارسل الى امير الحج المصري عقب الفراغ من منى بيومين ان يغادر مكة بعسكره منعا لما يحدث من التشويه فارتحل امير الحج المصري دون ان يظهر شيئا من الخلاف.
وكبر على ذوي بركات ان يخفقوا فبذلوا من اموالهم لرجال البادية حتى اجتمع منهم خلق كثير وعسكروا بهم في وادي مر في اواخر دي الحجة من السنة نفسها عام ١١٨٣.
وعلم مساعد بالامر فحصن الجبال المطلة على المعابدة وجرول وخرج للقائهم في شهر المحرم عام ١١٨٤ فاقتتلوا قتالا شديدا اسفر عن فرار آل بركات وبفرارهم عاد الامن الى استقراره في مكة.
ولم يدم امر مساعد في مكة بعد ذلك طويلا فقد وافته المنية في اواخر شهر المحرم عام ١١٨٤ بعد ان حكم مكة نحوا من عشرين سنة اذا استثنينا بعض الاشهر التي تولاها اخوه في عهده (١)
عبد الله واحمد ابناء سعيد بن زيد : وبوفاة مساعد نودي بالامارة لأخيه
__________________
(١) تاج تواريخ البشر للشيخ محمد سعيد الحضراوي «مخطوط»