الحرم من الشمع والزيت في كل سنة.
في عهد الشراكسة : وظل الامر على ذلك حتى تقلص عهد المماليك الاتراك وورث حكمهم في مصر مماليكهم من الشراكسة ، شعر شريف مكة احمد بن عجلان بضرورة تأييد علاقته بالحكم الجديد فأرسل وفوده بالتهنئة والهدايا وعرض استئناف العلاقات بشكلها السابق في عهد المماليك الاتراك فارسلت اليه الموافقة ومرسوم التأييد تصحبهما الجرايات والمخصصات.
واستمرت علاقة الشراكسة بمكة على هذا النحو سنوات طويلة ثم اتسع نفوذهم واصبحوا يهيمنون على مقدرات الامارة ويباشرون عزل الاشراف وتوليتهم الا أن الاشراف فيها كانوا لا يتقيدون كثيرا بمراسيم التأييد ، فكان بعضهم يطرد الامير المؤيد بقوة السلاح ويتولى مكانه فلا يلبث ان ينسى الشراكسة تأييدهم السابق ويكتبوا الى خصمه الظافر تأييدا جديدا وقد سجنوا مرة الشريف بركات في مصر ليأمنوا شره على اخيه حميضة ، فلما فر بركات من سجنه واستطاع ان يدخل مكة عنوة بعد ان يطرد اخاه منها لم يبخل الشراكسة بتأييده ونسوا أمر عطيفة.
وقد يعمد الشراكسة الى عزل بعض الامراء فيرفض الامراء ذلك منهم ، وقد شهدنا حسن بن عجلان يرفض عزله ويقابل امير الحج المصري باستعداد المحارب حتى اذا تأكد عدولهم عن عزله يأبى دخول الجيش الشركسي مكة الا بعد أن يجرد من السلاح فيمتثل الشراكسة لذلك.
الا أن علاقة الشراكسة بمكة ما لبثت ان تطورت لان بعض الاشراف كانوا يستعينون بهم على البعض الآخر فاستطاعوا ان يمكنوا لأنفسهم مركزا ممتازا