العمل به مرة اخرى ، أقول وقد ظل العمل به الى أن ألغي في عهد الحكومة السعودية الحاضرة.
وفي يوم الجمعة يدفع المنبر على بكرات حتى يتصل بصفح الكعبة فيما بين الحجر الاسود والركن العراقي ويعلوه الخطيب مستقبلا المقام فإذا خرج الخطيب أقبل لابسا ثوبا أسودا معتما بعمامة سوداء «وهو شعار العباسيين» وعليه طيلسان أسود كل ذلك من كسوة الملك الناصر العباسي وعليه الوقار والسكينة وهو يتهادى بين رايتين سوداوين يحملهما رجلان من المؤذنين وبين يديه أحد القومة في يده «الفرقعة» (١) ينفضها في الهواء فيسمع لها صوت عال يسمعه من داخل الحرم وخارجه فيكون اعلانا بخروج الخطيب ولا يزال كذلك الى أن يقرب من المنبر فيقبل الحجر الأسود ويدعو عنده ثم يقصد المنبر ورئيس المؤذنين بين يديه لابسا السواد على عاتقه السيف وقد أمسك بمقبضه وتركز الرايتان على جانب المنبر فإذا صعد الخطيب أول درجة من درج المنبر قلده المؤذن السيف فيضرب بنصل السيف ضربة على الدرج يسمع بها الحاضرون وهكذا على سائر الدرج فإذا استوى في اعلاه استقبل الناس وسلم عليهم ثم يقعد ويؤذن المؤذن على قبة زمزم فإذا فرغ من خطبته دعا للخليفة العباسي ثم لأمير مكة ثم لسلطان الأيوبيين حتى إذا أنهى من خطبته بدأ الصلاة ثم انصرف على الوضعية التي أتى بها ثم يعاد المنبر إلى مكانه ازاء المقام (٢).
مقام ابراهيم لم يكن ثابتا : ولم يكن مقام ابراهيم ثابتا في موضعه كما هو اليوم بل كان ينقل من مكانه أيام الموسم ليصان في جوف الكعبة وكانت له قبة
__________________
(١) قدمنا ان الفرقعة نوع من الكرابيج يضرب بها في الهواء فتحدث صوتا مدويا
(٢) بن جبير ٩٧