وفي سنة ٩٦٣ عرض الوزير مصطفى باشا المتولي على اليمن على السلطان العثماني ان يحدث محملا يجيء من اليمن فأذن له فوصل المحمل فخرج الشريف للقائه الى بركة ماجل (١) ولبس الخلعة ـ هدية اليمن ـ وانزلوا المحمل بالمعلاة واستمر مجيئه الى عام ١٠٤٩ ثم لم يذكر عنه شيء.
الطوافة : ويبدو ان مهمة الطوافة التي ذكرنا انها ابتدعت في عهد الشراكسة اتسع نطاقها قليلا في اوائل العهد العثماني لأن امراء الاتراك ورؤساؤهم كان لابد لهم من اشخاص يطوفونهم.
واذا كان اول مطوف عرفناه في عهد الشراكسة كان قاضيا في مكة فالدي يظهر ان الطوافة في العهد العثماني خرجت من سلك القضاة قليلا الى بعض الاعيان في مكة وقد تقدم بنا في حوادث عام ١٠٣٩ قصة محمد المياس الذي كان يطوف امير الترك واستطاع ان يحتال له في القبض على امير مكة بعد ان اغرى امير مكة بالوصول الى منازل امير الترك خارج البلاد حتى تيسر القبض عليه.
ومحمد المياس لم يرد اسمه بين قضاة مكة او علمائها ولكنه تبين من اعتماد امير الترك عليه في اغراء امير مكة انه من وجهائها وبذلك بدا لنا ان مهنة الطوافة انتقلت من القضاة الى الاعيان في مكة ولا بد انهم كانوا من المتفقهين.
الناحية العلمية : وظل التعليم في هذا العهد رهين البيوت التي تخصصت فيه وقد مر بنا في عهد المماليك قبل العثمانيين أن آل ظهيرة وآل النويري كانوا
__________________
(١) تسمى اليوم بركة ماجد او ماجن خطأ وصوابه «ماجل» والماجل في اللغة مجمع المياه وقد كان موضع البركة المعروفة مجمعا طبيعيا للمياه ثم بنى فيه بركة سميت بركة الماجل ثم حرفت الى ماجد أو ماجن ، والازرقي يقول في اسفل مكة ماجلان والمفهوم أن أحدهما كان مكان البركة.