على الصفة الموجودة اليوم وفي عام ١١١٢ نقض بناء مقام ابراهيم ثم أعيد تجديده وشدت قطع الحجر «حجر المقام» بالفضة والرصاص ، وفي سنة ١١١٣ هدموا منارة باب الزيادة وأعادوا عمارتها وفي ١٥ ذي القعدة ١١٣٣ نقض بناء مقام ابراهيم وجدد مرة أخرى ، ثم رفع سقف مصلاه في عهد السلطان عبد العزيز حتى لا تنال القناديل رؤوس صورت المسجد فى العهد العثمانى الأول كما تخليه جيرالددى غورى مؤلف كتاب أمراء مكة وفى الصورة تبدو قبة زمزم الى جوارها نحو المغرب قبة الشراب والمحفوظات اللتان ازيلتا فى العهد العثمانى الثانى كما سياتى المصلين من طوال الرجال (١) وفي سنة ١١٤٠ أزيل البلاط من جميع المسجد وفرش بالحجر المنحوت فرشا محكما وهو الباقي الى الأن وعمر الشريف سرور منارة باب العمرة في عام ١٢٠١ كما هو مكتوب على بابها وبنى السلطان عبد المجيد الطبقة السفلى في بيت زمزم فيالعام نفسه (٢).
بناء مراد الكعبة : كان الجدار الشامي قد تشقق بسبب بعض الامطار في عام ١٠١٩ فلما انتهى الخبر الى الخليفة العثماني فكر في هدمه واعادة بنائه فلم ير علماء الأتراك رأيه واقترحوا ان تحزم الكعبة بحزام نحاس قوي يشد جدارها فوافق على ذلك وغلف الحزام بالذهب الخالص فبلغت نفقاته نحو ٨٠ الف دينار (٣) ويذكر السيد احمد دحلان ان الخليفة العثماني كان ينوي اعادة بناء الكعبة بحجارة موشاة بالذهب والفضة فمنعه شيخ الاسلام من ذلك ، وفي ١٩ شعبان سنة ١٠٣٩ هطلت أمطار عظيمة استمرت طيلة اليوم المذكور وبعض الليل وكان يصحبه برد شديد وسال في أثناء ذلك وادي ابراهيم سيلا عظيما طغت مياهه على المسجد حتى بلغ ارتفاعها باب الكعبة ثم فاض حتى ملأ الكعبة من داخلها وارتفع الى نصف جدارها فانهار جدارها الشمالي والشرقي وثلثا الجدار الغربي وسقطت درجة السطح وبلغ عدد ضحايا السيل يومها نحو ألف انسان
__________________
(١) عمارة المسجد ١٦٠
(٢ و ٣) افادة الأنام للشيخ عبد الله غازي «مخطوط»