وألم به في المحرم من عام ١١٢٩ مرض لم يمهله طويلا ثم قضى عليه في الحادي والعشرين منه (١).
ومن غريب ما يذكر صاحب اتحاف فضلاء الزمن «مخطوط» ان الشريف سعيدا مرض في عام ١١٢٨ فجيء اليه بساحر يكشف له امر مرضه فطلب الساحر احضار عبد غشيم وكتب على جبينه شيئا فصرع العبد فسأله الساحر عن اسباب المرض فقال ان تكرونيا يسكن زاوية الجنيد كتب له سحرا ودفنه في بستان عينه فبحثوا عن ذلك فوجدوا لوحا من رصاص مكتوب كما وجدوا بعض الاوراق والابر والشعر فقبضوا على التكروني فأقر انها اعمال سحرية صنعها بطلب من بعض آل بركات. فهل نوم الساحر العبد تنويما مغناطيسيا كما يدعي اصحاب فن التنويم أم ان في الامر شيئا آخر؟
عبد الله بن سعيد : وبوفاته اجمع كافة الاشراف على تولية الشريف عبد المحسن احمد بن زيد كبير الاشراف ذوي زيد في عصره فلم يوافق على ذلك وعندما احتفل بتقليد الامارة وضع باشا العسكر الخلعة على منكبه فأزاحها في لطف وقدمها لعبد الله بن سعيد نجل المتوفي ثم لاطف المجتمعين حتى قبلوا رأيه في اختيار عبد الله بن سعيد (٢).
علي بن سعيد : ولم يدم عبد الله فيها الا سنة ونصف السنة ثم اختلف أمره مع الأشراف فعادوا لعبد المحسن ابن احمد بن زيد يرجونه قبول الامارة فأصر على رفضه
__________________
(١) تذييل شفاء الغرام للشيخ عبد الستار الصديقي ٣٠٩
(٢) كان لترفع عبد المحسن عن الامارة وقع له اثره في نفوس الاشراف فقد اكبروا امره على اثر ذلك وجعلوا يلتفون حوله في جميع مهمامهم ويستمعون الى رأيه في تولية من يريد وعزل من لا يريد ويقول الدحلان ان سيادته على الاشراف في عهده لم يتفق مثلها لاحد من الاشراف.