الصليحي صاحب اليمن (١) بعد سنتين من استئثارهم بالحكم ولم يذكر مؤرخو مكة أسماء من تولى مكة منهم الا اسم محمد بن عبد الرحمن من احفاد أبي الفاتك.
الطبقة الثالثة من الاشراف «الهواشم» : ولم يطل مقام الصليحي في مكة إلى أكثر من شهر واحد لأنه ما لبث أن اختار لحكمها مؤسس الطبقة الثالثة أبا هاشم محمدا بن جعفر بن محمد حفيد الحسين الأمير وهو يجتمع في الحسين هذا مع الطبقة الأولى كما يجتمع مع الطبقتين الأولى والثانية في جده الثامن عبد الله بن موسى الجون.
وقد زوده الصليحي بالمال والسلاح وافرد له جيشا يستعين به على امن البلاد ثم ارتحل الى اليمن (٢).
ويذكر بعض المؤرخين (٣) ان الصليحي اضطر الى الرجوع عن مكة لوباء اصاب جيشه ونحن لا نستبعد ان يكون ذلك بعض من اسباب عودته أما السبب الاهم فهو فراغه من مهمته واستصفاء البلاد من الطبقة الثانية «السليمانية» وقد كانوا يدعون للعباسيين وتسليمها للهواشم وقد رضوا بالدعاء للفاطميين.
__________________
(١) على بن محمد الصليحي كان ابوه من قضاة اليمن وقد الحقه باحد المشايخ وهو لا يعلم انه من دعاة الباطنية فتلقى مبادىء الباطنيين واخلص لها في السر وعندما اشتهر بعلمه كان يرأس الحج اليمني الى مكة عد سنوات ، اجتمع في مكة بنفر من المخلصين لدعوته فبايعوه على امتلاك اليمن فسار فيهم حتى ملك بعض الاطراف ثم استمال بعض القبائل فساعدوه حتى استولى على بلاد اليمن جميعها ودعى فيها للفاطميين ثم سار الى مكة واستصفاها للهواشم بمساعدة الفاطميين «راجع تاريخ اليمن لعمارة اليمني» ص ١٦.
(٢) ابن خلدون ٤ / ١٢٦
(٣) اورده الغزي في افادة الانام «مخطوط»