وفي عهد الامين قل ماء زمزم او نضب واستطاع بعضهم ان يصلي في قاعها فامر الخليفة عامله في البريد والصوافي (١) عمر بن ماهان ان يضرب فيها عدة اذرع حتى يتفجر الماء وقد ظهر لهم ان قاعها ينبع فيه الماء من ثلاث جهات : واحدة حذاء الركن الاسودواخرى حذاء ابي قبيس والصفا وثالثة حذاء المروة وكان ذرع غورها لذلك العهد ٤٠ ذراعا بناء و ٢٩ نقرا في الجبل ، وعني المأمون ببعض الاصلاحات فأمر بانشاء عمود طويل بحذاء الركن الغربي للكعبة وجعل عليه مصباحا كبيرا ليسامت المصباح الذي جعله بني امية امام الحجر الاسود واضيف عمودان اخران بعد ذلك امام بقية الاركان الاربعة.
وفي عهد الواثق أمر بهدم الأعمدة واتخاذها من النحاس وجعل على كل عمود ثريتين كبيرتين لاضاءة المطاف ، وكان العباسيون يكسون الكعبة بالديباج الأحمر والقباطي مرتين كل سنة فأضاف المأمون الى ذلك كسوة ثالثة من الديباج الأبيض.
بعض اوصاف المسجد في هذا العهد : وفيما يذكره الأزرقي من اوصاف المسجد في هذا العهد ان ذرعه انتهى بعد زيادتي المهدي الى مساحة قدرها مائة وعشرون الف ذراع كما قدر اساطينه ب ٤٨٤ اسطوانة منها ٣٢١ اسطوانة مذهبة الكراسي وابوابه ب ٢٣ بابا كما قدر ارتفاع جدره ب ١٨ ذراعا في بعض جهاته و ٢٢ ذراعا في البعض الاخر (٢).
ثم قال «وللمسجد سقفان احدهما فوق الاخر اما الأعلى منهما فمسقوف
__________________
(١) الصوافي متطوعة من المجاهدين كانوا يغزون اوروبا في شهور الصيف.
(٢) اخبار مكة ٢ / ٦٥ وما بعدها.