العم كبيش ونهب الثائرون اموال التجار في جدة من الحضارم واستولوا على الغلال التابعة لمصر فيها (١) ولعل الثائرين ارادوا بذلك أن يمونوا ثورتهم بأموال التجار من الأهلين وبالغلال الخاصة بحكومة مصر من الشراكسة الذين اغتالوا أميرهم الصغير واختاروا خلفه من غير ولد عجلان وقد أعانهم على الثورة بعض أقارب عنان المتولي الجديد في مكة ، وقد مضت الثورة تأخذ طريقها من جدة الى مكة مكتسحة أمامها جميع ما صادفها ، وقد عبث العبيد فيها باموال العرب النازلين في الطريق والمسافرين به ، ثم انتهى الثوار الى وادي فاطمة حيث ظلوا يعدون عدتهم للهجوم على مكة واستخلاصها من حكم عنان (٢).
علي بن عجلان : وانتهى الخبر الى الشراكسة في مصر فندموا على نقل الحكم من اولاد عجلان ، وأرسلوا مرسوما جديدا بتولية الابن الثاني لعجلان وهو علي بن عجلان فكان انتصارا لأولاد عجلان الثائرين وقد جمع اولاد عجلان جموعهم ليدخلوا مكة مع كبيش رأس الثائرين ، ولكن عنانا وأنصاره من اولاد رميثة أبوا أن يخضعوا لمرسوم الشراكسة وتقدموا للدفاع عن حكمهم في مكة ، فكانت موقعة شديدة سالت فيها الدماء غزيرة بين الفريقين في شعب اذاخر (٣) وقتل فيها كبيش وكبار من أنصاره وذلك في ٢٩ شعبان سنة ٧٨٩.
وأهل رمضان فتنادوا بالهدنة وعاد آل عجلان الى وادي فاطمة (٤) وآل رميثة
__________________
(١) شفاء الغرام للفاسي ٢ / ٢٠٧
(٢) وتوجد ذرية عنان اليوم وهم الاشراف ذوو عنان في قرية الخوار بين خليص وساية ، وهم فلاحون أقرب الى البداوة منهم الى الحضارة (ع)
(٣) شعب يتصل بأعلى المعابدة الى الزاهر ويسمى اليوم «خريق العشر»
(٤) هو وادى مر المعروف ويبعد عن مكة نحو ٢٣ كيلومتر