من سلطة عنصرهم ، وكان الأشراف يأبون عليهم ذلك ويشعرون في نفس الوقت بميزة محتدهم ولا ينسون انهم اصحاب البلاد الاصليين وحكامها ، فليس ببعيد ان تحتك هذه المشاعر ، وان تضطرم بينها نيران الفتن ، وان يندفع العبيد غاضبين لسادتهم فيتحرشون بالاتراك.
وفي الواقعة التي نحن بصددها كانت الفتنة قد استعمل فيها الرصاص فأصيب فيها بعض الاتراك ونهبت بعض البيوت وأقفلت الدكاكين أبوابها وتفاقم الامر حتى اضطر الشريف بركات الى الخروج بنفسه في معمعة الفتنة.
واستعان الشريف بركات ببعض العسكر المصريين في ـ الأورطة ـ التابعة للعثمانيين المرابطة في جدة ، فكبر ذلك على الاشراف وعبيدهم ، واتفقت كلمة عدد كبير منهم على الخروج الى الحسينية ليجمعوا كلمتهم فيها على هجوم مكة فبلغ الشريف بركات ذلك فحاولهم وندب لهم أخاه ليقنعهم فقبلوا الطاعة على ان يضمن لهم ألا يسوقهم بعد اليوم بعسكر من مصر اذ وقع ما يوجب ذلك فرفض الشريف بركات بشرطهم وبذلك خمدت الفتنة (١).
والذي يظهر أن صحة الشريف بركات تأثرت بما قاساه في هذه الفتنة كما تأثرت بخروج الاشراف مغاضبين له فانتكست ، ثم ما لبث ان توفي في ٢٩ ربيع الثاني عام ١٠٩٤ وكانت مدة حكمه عشر سنين واربعة اشهر وعشرين يوما (٢).
سعيد بن بركات : وكان قد مكن في حياته لابنه سعيد بن بركات فقد ولاه ولاية عهده بموجب مرسوم استصدره من تركيا ، فلما توفي لم يجد ابنه سعيد من ينازعه ، فتولى الامارة وألبسه قاضي مكة خلعتها في الخطيم ثم كتبوا بذلك
__________________
(٢) خلاصة الكلام للسيد دحلان ٩٩