بركات للمرة الثالثة : وبدخوله الى مكة اجتمع اليه الاهالي وعاهدوه على النصر وشرعوا معه في تحصين البلد وتقوية أسوارها وقد حفروا خندقا دون السور من جهة المعلاة وآخر من جهة المسفلة ولم يلبثوا طويلا حتى هاجمهم احمد بجنوده في رمضان من العام نفسه هجوما عنيفا الا انه لم ينجح فقد ابدى الاهالي من الشجاعة في الدفاع ما يطول شرحه واندفع بركات يجتاز الخندق بفرسه وكان عرضه سبعة اذرع ليضرب في الجيش المهاجم ويقصيه عن السور.
ثم أعيد الهجوم في منتصف شوال فلم يظفر احمد بشيء فيه الا انه لبث في مقاتلته على غير بعيد من مكة ينتظر الفرصة المواتية (١).
أحمد جازان للمرة الثالثة : وقد واتته الفرصة بعد ذلك باسابيع لان بركات خرج الى بعض جهات الجنوب في اعمال خاصة فانثال احمد في مقاتلته الى مكة واحتلها وعاد جنده الى نهب البيوت وسلب الاموال وقتل النفوس وقد قيل ان احمد عندما اراد منعهم من النهب لم يسمعوا له وقالوا ان بيننا وبينك أن ننهب ثلاثة ايام.
وظل احمد على مكة الى ان وافى امير الحج المصري في دي القعدة من العام المذكور فاتصل به واغراه بالقبض على بركات واصطحابه معه الى مصر وجعل له لقاء ذلك ستين الف شريفي أحمر فاحتال أمير الحج المصري حتى قبض على بركات واصطحبه الى مصر اسيرا وقد غضب السلطان الغوري في مصر لذلك وأطلق بركات وانزله في القاهرة منزلا خاصا به واكرمه (٢).
__________________
(١) بلوغ القرى لعبد العزيز القرشى «مخطوط»
(٢) منائح الكرم للسنجاري «مخطوط»