عجلان فاستطاع ان يستولي على مكة وان يجلي عمه عنها.
حسن بن عجلان : ولا استبعد ان يكون الحكم في مكة قد شعر بالفراغ الذي كان يملؤه الشريف حسن وأن الشراكسة في مصر شعروا به كذلك لأننا لا نلبث أن نرى الشراكسة يعودون الى تأييد الشريف حسن من جديد في توليته على مكة ولم ينقض على ذلك بضعة اشهر فقد عاد اليها في رمضان سنة ٨١٩ بقوة سلاحه وتأييد الشراكسة وقد تعهد بدفع ثلاثين ألف مثقال لخزانة الشراكسة مقابل تأييده (١)
عاد الحسن الى مكة بنفس الروح القوية التي كان يعمل بها فابى ابن اخيه رميثة ان يسلم له زمام الحكم وتحصن بداخل البلدة واغلق اسوارها فشرع عسكر الشريف حسن يهاجمون السور جهة المعلاة وقد فتحوا فيه ثغرة دخل بعضهم منها وعمد البعض الاخر الى باب السور فدهنوه واوقدوا فيه النار حتى سقط محروقا على الارض وقصد جماعة الى طرف السور مما يلي جبل الشامي جهة المقبرة وهو يحاذي حارة السليمانية اليوم (٢) فاقتحموه على اصحابه واشتد التراشق بالنبال بين الفريقين واستعملت الحجارة كرا وفرا.
وكان عسكر حسن نحو ٣٠٠ فارس واكثر من الف راجل بينما كان عسكر رميثة لا يتجاوز الثلث.
ورأى جماعة من اعيان البلاد وعلمائها ان يسعوا لاخماد الفتنة فتوجهوا الى
__________________
(١) افادة الأنام للشيخ عبد الله غازي «مخطوط»
(٢) يعرف اليوم : بجبل السليمانية لاشرافه على حارة السليمانية من الغرب ، ووجهه الغربي يسمى جبل العبادي. (ع)