فحفروا حفرة هائلة العمق حول الأرض الصخرية وأوقدوا فيها الحطب بصورة أفنت جميع الحطب في الحجاز حتى تفتت الصخر واستطاعوا بناء المجاري التي اوصلت الماء الى بطن مكة وقد استغرق العمل نحو تسع سنوات (١).
الاصلاحات في المسجد : وعني العثمانيون بشؤون المسجد على اثر اتصال نفوذهم بمكة فان أمير المحمل الرومي الذي صحب المحمل في عام ٩٢٣ فكر في تمييز المقام الحنفي أكثر مما ميزه الشراكسة فهدمه في عام ٩٢٤ وجعله قبة كبيرة شامخة تقوم على أربع بتر «قوائم» مبنية بحجر الماء المنحوت (٢) جيء به من الحديبية «الشميسي وزاد في طوله وعرضه وأراد ايصاله بالمطاف فعارضه بعضهم لأن ذلك يؤدي الى قطع الصف الأول الذي يصلى خلف امام الشافعية فاقتصر به الى افريز حاشية المطاف ويبدو أن يعض علماء مكة ساءهم أن تحتل قبة المقام الفخمة وقوائمه العريضة جانبا وساعا من المسجد فسعوا لهدمه حتى صدر أمر السلطان في عام ٩٤٩ بهدم القبة المذكورة فنفذ الأمر «خشفلدي» نائب جدة ومباشر العمائر السلطانية وأعاد بناءه على أربع قوائم لطيفة «لعلها أقل عرضا من سابقتها» وستة أعمدة من الحجر الصوان فوقها عشرة عقود لطيفة ثم أنشأوا فوق سقفه غرفة للمبلغين عليها سقف جملي مغطى بالرصاص وفتحوا في أرض الغرفة فتحة يطل المبلغ منها على الامام وقد ظل على شكله «حتى هدم أخيرا» اذا استثنينا الاصلاحات والتحسينات التي تعاقبت عليه تواريخ مختلفة (٣).
وفي عام ٩٧٢ أجرى السلطان العثماني اصلاحات في المسجد ذات شأن فجدد سطح الكعبة المشرفة وفرش المطاف وأصلح بعض أبواب المسجد وصفح
__________________
(١) افادة الأنام
(٢) يسميه العامة «قاحوط»
(٣) عمارة المسجد للشيخ حسين باسلامه صفحة ٧٨ وما بعدها